نظمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين يوما دراسيا مفتوحا حول الصحافة الالكترونية في تونس احتضنه مقر وزارة حقوق الانسان، وحاضر خلاله عدد مهم من الاساتذة وأصحاب تجربة النشر الاعلامي الالكتروني. وقد كانت أولى المحاضرات مع الاستاذ الصادق الحمامي الذي تحدث عن سياقات الابتكار والتجديد في الصحافة الالكترونية منطلقا بتعريف الصحافة الالكترونية في ظل منظومات وسياقات واعلامية مختلفة معتبرا هذا النوع من الصحافة متجدد على غرار تجدد باقي الالفاظ الصحافية ولكنه يختلف من بيئة الى بيئة حسب الامكانات والسياقات في تونس مثلا يعيش تطورا بطيئا اذ انه لم يغير بشكل جذري الصحافة الوطنية ومؤسساتها ذلك ان هذه الصحافة تبتكر نمطها الخاص بقدر ما كانت اعادة انتاج للصحافة التقليدية دون اهتمام بالتفاعلية وبناء العلاقة مع المتابع فضلا عن عدم بلورة نموذج اقتصادي متماسك يسمح بحسن استثمار الموارد البشرية. أخلاقيات المهنة مداخلة الاستاذ النوري اللجمي تركزت على مسائلة أخلاقيات المهنة الصحافية في مجال الاعلام الالكتروني وهو الامر الذي بات طرحه اكثر كثافة وتواترا بعد 14 جانفي 2011 نظرا الى حالة الفورة الالكترونية المتسمة بالانفلات وعدم مراعاة اية ضوابط وانعدام الحرفية وهو الامر الذي تجاوز تونس في بعض الاحيان ليكون سمة الاعلام الالكتروني في كثير الاحيان من البلدان نظرا الى الضغط الكبير الذي يقع تحته العاملون في ميدان الصحافة الالكترونية بتعلة سرعة الخبر وأهمية التحيين، وهنا يؤكد الأستاذ اللجمي على أهمية ايجاد مجلة قانونية للصحافة الالكترونية تنتظم كل تفاصيل هذه الممارسة الصحافية. البنية الاقتصادية مداخلة الاستاذ معز بن مسعود وتطرقت الى البيئة الاقتصادية التي نشأت فيها الصحافة الالكترونية وهي بيئة اتسمت مهنيا بانسداد أفق حرية التعبير في الاعلام التقليدي واحتكار الدولة تقريبا للرأسمال الاعلامي وانخفاض كلفة الاعلام الالكتروني وسرعة بلوغه الى المتلقي وجمعه لوسائط متعددة (سمعي وبصري ومكتوب) وتطوّع المتلقي للمساهمة به. ولكن عزوف المستشهرين على تمويل هذا النوع من الاعلام قد يقف حاجزا امام تطوره وهنا يجوز التساؤل عن امكانية تمويله بالاشهار العمومي في انتظار تأطير المسألة برمتها قانونيا. شهادات وتوصيات الجلسة المسائية لهذا اليوم المفتوح شهدت عرض بعض التجارب المهنية لمواقع الكترونية اعلامية فتية كتجربة موقع «بزنس نيوز» وموقع «الجريدة» كما شهدت عرضا لبعض الملامح العامة للمواقع الالكترونية الاعلامية قدمتها بشكل مختصر الباحثة سهير اللحياني وكان النصيب الأوفر من الوقت للنقاش والتفاعل بين الجمهور المتابع والاساتذة الحاضرين والمحاضرين مما سمح ببلورة توصيات مهمة ومنها: وضع مواصفات للصحافة الالكترونية من خلال هيئة معترف بها. إقرار هيكل اعلامي تعديلي. بعث صندوق لتنمية الصحافة الالكترونية. تأهيل المؤسسة الاعلامية الالكترونية. تطوير التفاعلية مع المتابعين. وضع مدوّنة سلوك. اهمية ان يكون مدير تحرير الموقع الاعلامي الالكتروني صحافيا. بعث لجنة للصحافة الالكترونية صلب النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين.