مماطلات وتسويف وعدم احترام الاتفاقات وتصريحات بعيدة كل البعد عن الواقع واحكام اعتباطية تصدر من هنا وهناك لوزير التربية الذي انتهج اسلوب الدفع الى الامام وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، هذا ما جاء على لسان الاخ لسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي في الندوة الصحفية التي نظمتها النقابة العامة صبيحة الاربعاء الماضي بدار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة حضرها الاخوان سامي الطاهري الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن الاعلام والاتصال والنشر وسمير الشفي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الشباب العامل والمرأة والعلاقات مع الجمعيات. الندوة حضرها بالخصوص اعضاء المكتب النقابي وغطى اشغالها عدد هام من وسائل الاعلام الوطنية والدولية. بدع وزير التربية عديدة ومتنوعة حسب الاخ اليعقوبي الذي أكد بالمناسبة ان النقابة تعاملت مع الوضع بمسؤولية وروح وطنية عالية وعملت على انجاح الامتحانات وحماية المؤسسات التربوية وتأمين الدروس لابنائنا التلاميذ لكن وزارة التربية قابلت هذا العمل بعدم تفعيل الاتفاقات مؤكدا ان السنة المدرسية الحالية هي الاسوأ في تاريخ التعليم في تونس ذاكرا ان بعض المعاهد والمدارس الاعدادية مازالت الى الآن تعاني نقصا في اطار التدريس الى جانب ظروف العمل الصعبة. الاخ لسعد استعرض المطالب المهنية للقطاع ومنها تنكر وزارة التربية والشباب والرياضة لأغلب محاضر الاتفاقات الممضاة بينهما وبين النقابة العامة للتعليم الثانوي (ادماج المعلمين الاول للتربية البدنية المنتدبين بعد 30 جوان 2005 الارتقاءات المهنية) وتخفيض ساعات العمل ومنحة العمل الدوري وتلكؤها في اصدار الاوامر والنصوص الترتيبية المتعلقة بها بالرائد الرسمي. من جهة اخرى تطرق الكاتب العام لنقابة الثانوي في كلمته الى اصرار وزارة التربية على المحافظة على المنظومة التربوية الموروثة عن نظام الفساد والاستبداد مسجلا عدم جدية الوزارة في مراجعتها واصلاحها وفق تطلعات وانتظارات المدرسين وعموم الشعب التونسي. كما استنكر تباطؤ الوزارة في اتخاذ الاجراءات اللازمة لانجاح العودة المدرسية وعدم جديتها في معالجة حالات الانفلات واستهداف المدرسين والمؤسسات التربوية وفي التفاوض الجدي في مجمل مطالب قطاع الثانوي. وطالب الاخ اليعقوبي وزارتي التربية والشباب والرياضة باصدار الاوامر المتعلقة بجميع محاضر الاتفاقات الممضاة بينهما وبين النقابة العامة، كما دعا الى ضرورة تفعيل البند الخاص بتصنيف مهنة مدرسي التعليم الثانوي والاعدادي بجميع رتبهم حتى المهن الشاقة والمرهقة والاسراع بمراجعة التشريعات المتعلقة بالنقابة بما يمكن المدرسين من التمتع به اختياريا في سن 55 سنة مع 30 سنة أقدمية وتنفيلهم بخمس سنوات. الاخ اليعقوبي ذكّر بالبند المتعلق بالترفيع في منحة العودة المدرسية ومنحة الامتحانات الوطنية مراقبة واصلاحا الى جانب اقرار منحة مشقة المهنة، وكذلك تعميم المنح الجامعية على الطلبة أبناء المدرسين بما في ذلك الذين يزاولون دراستهم الجامعية العليا بمرحلة الماجستير، الكاتب العام للنقابة تطرق الى مطلب آخر تعلق بانهاء التفاوض في مجلس المؤسسة والمجلس البيداغوجي وفي النظام الاساسي بجانبيه الترتيبي والمالي في اجل لا يتجاوز هذه السنة الدراسية بالاضافة الى فتح تفاوض فوري لتسوية وضعية الاساتذة المعوضين بما يفضي الى ادماجهم حسب تصورات القطاع. الاخ لسعد اليعقوبي اشار في كلمته الى الوضع المتردي الذي تعيشه المؤسسة التربوية والى الانفلات المخيف والى الاعتداءات المتكررة على الاساتذة والاطار التربوي عموما الى جانب ظهور آفة وصفها بالخطيرة والمدمرة وهي تفشي ظاهرة المخدرات أمام مداخل المؤسسة التربوية دون ان تتحرك الوزارة وباقي الاطراف المعنية. الاخ اليعقوبي اعلن ان النقابة تعوّل كثيرا على الاعلام في التحسيس ورفع درجة الوعي والتنبيه الى المخاطر والانزلاقات والانفلاتات داخل المؤسسة التربوية، في هذا الصدد اعلن ان النقابة ستنظم ندوة وطنية خلال الاسابيع القادمة حول: أي دور للاعلام لحماية المؤسسة التربوية من العنف والمخدرات. وأكد من جديد ان قطاع الثانوي متمسك بمطالبه المشروعة والقانونية وسيعمل على انجاح اضراب يوم 22 نوفمبر 2012 اذا وصلت وزارة التربية طريق اللامبالاة وعدم الاستجابة للمطالب المذكورة آنفا. نشير الى ان الاخ سامي الطاهري تناول الكلمة ليبدي بعض الملاحظات ومنها بالخصوص ان مطالب القطاع مزمنة وليست حديثة اليوم الى جانب تأكيده ان الاضراب ليس الاول الذي خاضه المدرسون والمدرسات بل ان الاضرابات كانت عديدة وناجحة لأنها تعلقت بمطالب مهنية مشروعة. كما نشير الى انه وقبل ان يرد على أسئلة بعض وسائل الاعلام المسموعة والمرئية قدم الاخ اليعقوبي اعلاما حول وضعية المناضل الاستاذ حاتم الفقيه الذي زج به في السجن دون تحقيق ودون محاكمة مشددا على مواصلة النضال من اجل اطلاق سراحه.