أطلق قسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل منذ بضع سنوات، أطلق مبادرة من أجل بناء شبكة نقابية تُعنى بمسألة الهجرة وتجمع النقابات المغاربية والاوروبية والافريقية ما وراء الصحراء وذلك بهدف تنسيق السياسات والمواقف النقابية حول الهجرة وضمان الحقوق الاساسية للمهاجرين ومقاومة أشكال الاستغلال التي يتعرّض اليها المهاجرون. وانطلاقا من أواخر سنة 2011 قطع القسم شوطا هاما في اتجاه هذا المشروع حيث تم في مرحلة أولى اعداد وثيقة نظرية تحدّد مفاهيم واهداف الشبكة وفي مرحلة ثانية تحوّل وفد نقابي من القسم وممثل عن منظمة فريديريتش ايبارت الى داكار من 23 الى 28 افريل 2013 بغاية التحسيس والدعاية تجاه النقابات السينغالية ومن ورائها النقابات الافريقية ما وراء الصحراء وانبثقت على اثرها فكرة انجاز ورشة خاصة لمناقشة المشروع تضم النقابات الافريقية، وبتنسيق بين الاتحاد العام التونسي للشغل وكنفيدرالية عمال السينغال وبدعم من مؤسسة فريديريتش ايبارت تم تنظيم هذه الورشة ايام 7 و 8 اكتوبر الجاري. كما تنقل الوفد في شهر جوان الى اوربا لمناقشة نقابات فرنسا وايطاليا وبلجيكيا حول المسألة، وفي يومي 21 و 22 اكتوبر الجاري شارك القسم في ندوة في «توران» بمعية النقابات الاوروبية والمغاربية المعنية حول مشاكل المهاجرين والهجرة. ورشة داكار هذه الورشة انتظمت تحت اشراف السبيدي مودي غيرو رئيس الاتحاد النقابي الدولي بافريقيا وادريان اكواش الامين العام المساعد لهذا الاتحاد وشارك فيها 15 منظمة نقابية من السينغال، البينين، الطوغو، بوركينافاسومالي، غينيا بيساو الى جانب حضور ممثل منظمة العمل الدولية بالسينغال ومثّل الاتحاد العام التونسي للشغل الاخوان مصطفى بن احمد وسفيان بن حميدة. برنامج الورشة في الحصة الاولى تضمّمن مداخلتين، الأولى قدّمها الأخ سفيان بن حميدة حول الوظائف الجديدة للمنطقة المغاربية حول الهجرة والمداخلة الثالنية قدّمها «روان نداي» عن مكتب منظمة العمل الدولية بداكار حول الاتفاقات الدولية. أما الحصة الثانية فقدّم خلالها الأخ مصفى بن احمد وثيقة مشروع تأسيس الشبكة والمتضمّنة للمبادئ والأهداف وبرنامج الانجاز. في الحصة الثالثة استعرض ممثلو النقابات المشاركة تقارير بيانية حول مسألة الهجرة ببلدانهم والدور الذي تقوم به منظماتهم النقابية في هذا الصدد. الحصة الاخيرة للورشة، قامت اللجنة التي تم تشكيلها من بين المشاركين بتقديم مشروع بيان ختامي تحت عنوان «اعلان داكار» والذي تضمّن أهم القضايا التي تشغل المنظمات النقابية بالمنطقة والاعلان عن الانخراط في مسار تأسيس الشبكة. وبعد النقاش تمت المصادقة على الاعلان وتشكيل لجنة اتصال تتولى توزيع المعلومة والتنسيق فيما بين النقابات. ورشة ناجحة وفد الاتحاد الذي شارك في هذه الورشة اعتبر ان هذه الاخيرة حققت نجاحا مهما على عدة مستويات، اولها في التنسيق عن بعد رغم بعض الصعوبات اللوجستيكية كما مثّلت مناسبة نادرة يتكون خلالها تنظيما افريقيا صرفا. كما تعتبر نسبة الحضور (15 نقابة ) محترمة خاصة وان علمنا ان غياب منظمات اخرى عن الورشة كان لأسباب مادية، اما مستوى المضامين والنقاش كان راقيا ومتميّزا وقد انعكس ذلك في مضمون اعلان داكار. الورشة أبرزت كذلك الانتظارات الكبيرة للنقابات لمثل هذه المشاريع التي تدعم التعاون والتضامن الدولي خاصة في قضية اصبحت شديدة الحساسية والخطورة في الوقت نفسه، كما ان هذه الورشة شكّلت خطوة متقدّدمة في تجسيم مشروع الشبكة في انتظار الخطوات القادمة التي يسهر قسم العلاقات الدولية على ان تكون ثابتة وناجحة، حيث يعتزم القسم تتويج هذا المسار بعقد ندوة دولية كبرى تضم كل النقابات من المناطق المعنية بالهجرة ليقع الاعلان رسميا عن تأسيس الشبكة، وهذا المجهود تم بالتنسيق وبدعم من الاتحاد الدولي للنقابات وأساسا مكتب عمّان.