في اطار اهتماماتها المتواصلة بالواقع المهني والنقابي للقطاع ودعما لتوجهاتها المستقبلية في مجالي التكوين والتثقيف نظمت الجامعة العامة للبناء والأخشاب بالتعاون مع الاتحاد الدولي للبناء ومنظمة »فريدريش إيبارت« لمدة ثلاثةو ايام (26 27 28 سبتمبر المنقضي) بأحد النزل بضاحية ڤمرت ندوة تكوينية لفائدة كوادرها النقابية اطلقت عليها ورشة التخطيط الاستراتيجي لقطاع البناء والاخشاب. ولتفعيل اشغال هذه الندوة وحضرت عن الاتحاد الدولي الصديقة »جين سوك لي« و الصديق »بول أوبانڤا« المنسق الاقليمي للاتحاد الدولي بالشرق الاوسط وشمال افريقيا والصديقة »التزابيت براون« ممثلة عن منظمة فريدريش إيبارت. واختارت الجامعة لتنشيط هذه الورشة الاخ صالح البجاوي الخبير الدولي في قطاع البناء والاخشاب الذي قدم برنامج عمل تمحور بالخصوص على مبادئ ومنهجية وأدوات التكوين باعتماد فريقي عمل اهتما بمسألة التكوين وأهدافه في القطاع على ضوء تشخيص وتحليل الحاجات وتحديد الاهداف التكوينية والخطط المطلوبة. من أجل قدرات نقابية أكثر نضالية ومسؤولية الندوة تم افتتاحها من قِبل الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذي ركز على أهمية التكوين خاصة في القطاعات ذات الكثافة العمالية بما يرتقي بالمكاسب ويطورها مشيدا بدور الجامعة العامة للبناء والاخشاب في الاحاطة بعمال القطاع (انظر نص كلمته في هذا العدد). فيما كان الاخ حسن شبيل الكاتب العام للجامعة قد اعرب في مصافحته الاولى للمشاركين عن حسن طالع القطاع الذي ينظم ولأول مرة مثل هذه الندوة الدولية في ظل ثورة الحرية والكرامة التي أطاحت بنظام دكتاتوري مستبد اتخذ من تجهيل الشعب وتفقيره منهجا لحكم البلاد والعباد وقد اشاد الاخ حسن شبيل بمواقف الاتحاد الدولي للبناء وحرصه على دعم عمال تونس في نضالاتهم من اجل الحرية والكرامة واشاعة ثورتهم في كامل المنطقة أملا في العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية واعتبر الاخ حسن شبيل ان ما سيصدر عن الورشة من توصيات لا يمكن ان يؤدي الا الى المزيد من تطوير أداء القطاع وتوسيع تمثيليته النقابية في ظل ما بات معلنا من تعددية نقابية ودعا الكاتب العام للجامعة ممثلي الاتحاد الدولي الى مواصلة دعم القطاع حتى يتمكن من المزيد امتلاك قدرات نقابية مناضلة ومسؤولة في ضوء وضع قطاعي مهني لا يقف عند مستقر. قطاع البناء متشابه في العالم والاتحاد ملزم بدعم التكوين والنضال أما الصديقة »جين سوك لي« ممثلة الاتحاد الدولي للبناء والاخشاب فثمنت في تدخلها امام المشاركين الارتباط الوثيق بين الجامعة العامة للبناء والاتحاد الدولي الذي يرى فيها تجربة ناجحة يمكن تمريرها في المنطقة العربية بأكملها وأكدت ان الاتحاد الدولي يدعم هذه الجامعة ويعمل على تفعيل جميع أنشطتها خاصة في ظل ثورة الشباب مشيدة بوعي ونضج عمال تونس الذين استطاعوا ان يصنعواما لم يقدر عليه غيرهم من عمال العالم. واعتبرت الصديقة »جين سوك لي« ان التغييرات الحاصلة بتونس لا يمكن ان تكون الا جزءا من العمل النقابي الجيد بتونس والملقى على كاهله تحقيق الاهداف المنشودة من ثورة الحرية والكرامة. وأعربت عن استعداد الاتحاد الدولي لكل دعم مادي ومعنوي من اجل مساعدة عمال القطاع في تلقي التكوين والتثقيف الضروريين لتفعيل الاداء النقابي وركزت على دور الشباب والمرأة وأكدت اعتقادها ان تونس بإمكانها ان تلعب دورا رياديا في منطقة شمال افريقيا ويمكن ان تكون نقطة ضوء لأن العالم ينظر اليها الان بعيون الاعجاب والتقدير والاحترام وعلى هذه الخلفية نزلت التعاون النقابي في هذه الندوة. علاقات تعاون من أجل العمال وكانت الصديقة إليزابات بروان ممثلة منظمة فريدريش إيبارت ذكرت في مداخلتها بالمبادئ التي تعمل على قاعدتها هذه المنظمة وأكدت حسن علاقاتها مع الاتحاد العام التونسي للشغل واعتبرت انها مساعدة له على تكوين هياكله وكوادره وقالت انها بحكم تجربتها المتواضعة لا تعرف الكثير عن قطاع البناء لكنها متأكدة من نضالية الاتحاد العام التونسي للشغل واعتبرت المناسبة فرصة لها للتعرف على احدى أقوى المظنمات النقابية في المنطقة وهو ما يدعم لديها اليقين بنجاح الثورة. خطة للمتابعة والتنفيذ اثر ذلك انطلقت الاشغال الفعلية للورشة حيث استعرض الاخ صالح البجاوي الخبير الدولي في قطاع البناء برنامج الورشة الذي اشتمل على عرض للترتيبات التنظيمية والمصادقة عليها وعرض للأهداف والمصادقة عليها وشكل فريقي عمل عهد لهما بتقديم خطة عمل قائمة على المقترحات: أولا: لتطوير نشاط مختلف هياكل القطاع لاسيما في مجالي التنظيم وتكثيف الانخراطات. ثانثا: اقتراحات أنشطة تكوينية ملائمة للحاجات يتم ترتيبها حسب الاولويات. واستمرت الاشغال في الحصة المسائية بتقديم درس ودائما للأخ صالح البجاوي حول مبادئ ومنجهية وأدوات التكوين النقابي. التكوين النقابي وظيفته، مداه وحدوده مفاهيم الاهداف البيداغوجية منهجية تشخيص وتحليل الحاجات وتحديد الاهداف التكوينية خطة التكوين وعناصرها ادارة التكوين الهيكل المكونون تقييم التكوين والوظيفة والكيفية وانتهت أشغال اليوم بتقييم من المشاركين للدرس أفضت الى اعتبار التداخل في المسؤوليات وفي الهيكلة النقابية يقف عائقا دون ايصال اهداف التكوين على القاعدة وافرز التقييم ان الانطلاقة الحقيقية للعمل النقابي تبدأ من الوعي بالواقع السياسي والاقتصادي وجاء التقييم على ان المكون يجب ان يكون ملما بواقع القطاع وبخصوصيات مؤسساته على ان التكوين يبقى حاجة ملحة بالنسبة إلى النقابي وخاصة في القطاع الخاص. تشخيص داخلي وسؤال للاتحاد الدولي أما اليوم الثاني من الاشغال فانطلق بتقرير للجامعة العامة للبناء والاخشاب حمل عنوان مواطن الضعف والقوة قدمه الاخ حسن شبيل الكاتب العام للجامعة توصل في نهايته الى اعتبار التفرغ ضرورة ملحة لتحقيق ديناميكية القطاع ومقدمة لتطوير التنظيم والانتساب ووجوب تقوية التمثيل النقابي بالقطاع وطالب باقتراحات عملية لتحقيق ذلك وضرورة تعزيز هيكلة القطاع وتطوير أداء الكفاءات النقابية في مجالات المفاوضات والتكوين والدراسات ومزيد العناية بمواضيع ظروف العمل والصحة والسلامة المهنية بما في ذلك موضوع الاميانت والاطلاع على تجارب النقابات الصديقة في مجال تنظيم العمال المستقلين ومحاولة الاستفادة منها وشدد على كيفية التعاطي مع الوقائع الجديدة التي افرزتها الثورة لمحاصرة آثارها السلبية على العمل مثل التعددية النقابية والاعتصامات والاضرابات الفجئية والهجرة السرية. وتساءل الاخ حسن شبيل عن النتائج التي يمكن ان يكون حققها الاتحاد الدولي في برنامجه الاستراتيجي بالشرق الاوسط موصيا بإحداث مكتب اقليمي لشمال افريقيا ويمكن ان تكون تونس مركز الثقل فيه. من اهتماماتنا الهجرة السرية... أيضا إثر ذلك ألقى الصديق »بول اوبنڤا« السكرتير الاقليمي للاتحاد الدولي للبناء والاخشاب مداخلة حول سياسة المنظمة في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط. اثر مشاريع التكوين على تطور النقابات ومن أهم ما ركز عليه ان اهم استراتيجيات الاتحاد الدولي هي التنظيم والمفاوضة الجماعية معلنا ان الاتحاد له الكثير من الاهتمامات الاخرى كالهجرة ويسعى الى تنظيم العمال وقال ان للاتحاد مشاريع في الشرق الاوسط قائمة بالاساس على ربط التنظيم بالمؤسسات المتعددة الجنسيات طالبا من النقابات التونسية مدها بأسماء هذه الشركات لمساعدتها على التنظيم النقابي. وقال نسعى إلى معالجة الاشكاليات التي تطرحها الهجرة وأضاف أن الاتحاد الدولي حريص على تنسيب الشباب والنساء للنقابات عبر تحسين الاتصال والعمل اللائق وبناء القدرات الاقليمية والاستدامة المالية لأن قوة الاتحاد هي من قوة المنتمين إليه. وقال سنعمل على وضع خارطة لجميع الانشطة التي سنقوم بها في تونس حتى نستطيع دعمها لان الثورة هي بالاساس للشباب والمستقبل هو للشباب وهدفنا تقوية النقابات شرط ان نعرف مواطن الخلل خاصة اذا ما علمنا ان تونس تمثل ديناميكية المنطقة. الواقع والآفاق وتواصلت الاشغال بالاستماع الى مداخلات من قِبَل المشاركين سواء على مستوى المؤسسات والنقابات الاساسية او الفروع الجامعية وقد تناغمت كل هذه المداخلات مع الوصفة التحليلية التي قدمتها الجامعة مع التركيز على الهيكلة في قطاع الاشغال العامة التي تمثل نقطة ضعف القطاع وكذلك الهيكلة تعد منقوصة في قطاع تجارة مواد البناء رغم التشريعات المقدمة ورأى البعض ضرورة التنسيق من اجل الرفع من التنسيب في هذا القطاع وطالب بعض المتدخلين بمزيد التفرغات في القطاع حتى يتسنى تقوية الجانب النضالي وفكر البعض في ندوة تكوينية خاصة بعمال مؤسسات الاسمنت المفوت فيها للوقوف عند مشاكلهم وشواغلهم كذلك أثيرت قضايا اخرى مثل المناولة والعقود الخاصة. وعلقت الصديقة »دجين« ان الفرصة سمحت لها بالتعرف على واقع المؤسسات بتونس ومكنتها من الاستماع الى مشاغل نقابات القطاع والاطلاع على حاجياتهم للتكوين ورأت في تداعيات الثورة مناسبة لتمتين تشريعات العمل والنضال من اجل ذلك بدعم من الاتحاد الدولي عبر تمكين هذه النقابات من معرفة تجارب وخبرات مناطق اخرى مضيفة ان هذا التطلع لدى النقابيين بقطاع البناء بتونس لا يمكن ينجز في ثلاثة ايام لذلك المطلوب التفكير بعقلانيةو وبالبحث الجيد عن الطرق الكفيلة لمزيد التنسيب للقطاع وأعلنت ان الاتحاد الدولي يعمل على بحث اشكاليات الهجرة السرية ويجب على القطاع بتونس ان يبحث القضية من الداخل باعتبار ان المنطقة كلها تنظر الى تونس على وقع ثورتها وتلقى على النقابيين مسؤولية ذلك في علاقة وثيقة بالاتحاد الدولي المدعو للمساعدة. ملامسة للواقع وتوصيات للمتابعة أما أشغال اليوم الأخير فانطلقت بتلاوة تقريري فريقي الورشة حيث توصل الفريق الاول الذي اهتم بالتنظيم والانخراطات الى الاستنتاجات التالية: ❊ مستوى الصعوبات لاحظ الفريق تأثيرات المناولة وخاصة في الأشغال العامة. ❊ عقود الشغل وطرق التشغيل الهشة. ❊ التفويت في المنشآت العمومية وتأثيرات الخوصصة عليها. ❊ عدم التفرغ للمسؤولين النقابيين. ❊ عدم موافقة الحكومة التونسية على الاتفاقية الدولية عدد 135 كما هي. ❊ عدم احترام التشريعتات المحلية والدولية للشغل وقدم الفريق المقترحات التالية. ❊ في مجال الاعلام: رأى ضرورة إحداث شبكة اعلامية تربط بين مختلف الهياكل النقابية. ❊ في مجال الاتصال تبادل الزيارات بين مختلف الهياكل وتطوير الأداء النقابي بتثقيف كل الهياكل النقابية. ❊ ضرورة تحيين كل التشريعات. ❊ تيسير العمل في مجال التكوين والاستقطاب. ❊ تمكين الكتاب العامين للفروع الجارمعية من كل الوثائق الخاصة بالتشريعات لتيسير عملهم. ❊ وجوب ايجاد نص قانوني صريح يحمي المسؤول النقابي. ❊ تدعيم الهياكل النقابية الخبراء فنيين في مجال التكوين. أما الفريق الثاني والذي اهتم بالحاجيات فتوصل الى: ❊ المؤشرات الدالة على حاجة القطاع للتكوين: ❊ ضعف الأداء. ❊ تقلص الانتساب. ❊ نقص الاجتماعات للمكتب النقابي. ❊ نقص الاجتماعات بالعمال. ❊ النقص في التنسيق بين الجهات. واقترح الفريق لمعالجة هذه النواقص التصورات التالية: ❊ ضبط رزنامة للجامعة بالتنسيق مع الجهات وتنظيم ندوات اقليمية للتكوين. ❊ الحق النقابي المشرع باعتباره عنصرا اساسيا في التكوين النقابي. ❊ يجب على النقابي ان يكون ملما بالقانون الاساسي والنظام الداخلي للمنظمة. ❊ يجب ان يكون عارفا بطرق التفاوض. ❊ قسم الدراسات وكل الاقسام بالاتحاد مدعوة الى تسليم النقابي الوثائق اللازمة. ❊ مراجعة التشريعات: الصحة المهنية. ❊ ظروف العمل والبيئة التغطية الاجتماعية. ❊ تصنيف الأمراض المهنية. كيفية جلب الاستثمار للحد من البطالة ومعالجة الهجرة.