تعتبر الفنانة زهرة الأجنف من العلامات الموسيقية الهامة، بدأت مسيرتها منذ فترة وثابرت واختارت نمطا مغايرا للمتداول، ورغم صعوبة الدروب التي سارت فيها فإنها حافظت على نهجها، واذا قلنا زهرة الاجنف فإننا نقول الاغنية التراثية التي قدمتها في رؤية مخصوصة فيها الكثير من البحث والابحار بطريقة علمية في واقع الموسيقى وهي التي تقول: «انطلقت في الاعداد الى هذا المشروع مباشرة بعد انهاء دروسي بالمعهد العالي للموسيقى ويرتكز اساسا على تقديم طرح جديد للتراث الغنائي التونسي واعتمدت في ذلك على سجلات غنائية وصوتية لم يقع التطرق اليها مثل القوالب الارتجالية من ملالية وطرق واغاني المحفل والنجع». لكنها لا تخفي تأثرها بأساتذتها حيث تقول: «أثّرت فيّ اسماء هامة وأثرت تجربتي ويمكن ان اذكر منها المرحوم محمد سعادة والدكتور سمير الشيشتي والدكتور زهير قوجة الذين تعلمت منهم الكثير هذا اضافة الى اساتذة اخرين مثل الاستاذ حمادي بن عثمان، فتحي رغندة، احمد عاشور والاستاذة ميكائيلا مامي». على الرغم من انها نشأت وكبرت على اصوات فيروز، عبد الحليم حافظ وكل خصوصيات الموسيقى الشرقية وتضيف لجنف: «وتفطنت في فترة ما الى اهمية تاريخنا وجذورنا وسعيت الى محاربة الانبتات وفهمت انه يمكن الانفتاح على كل موسيقات العالم دون الانصهار فيها وتبنيها فأنا تونسية افريقية، عربية مسلمة وأحب تونسيتي». كما ان زهرة تحدثت مرة عن الاصوات التي أثرت فيها فقالت: «أول صوت أثر فيّ منذ الصغر الى الآن صوت فيروز واعمال الرحابنة اما في تونس فصوت أمي، ثم صوت صليحة والهادي الجويني، اضافة الى اصوات عالميّة هامة مثل «Dalida, Edith piaph, Pavarotti» ثم نصرت علي خان، فضل شاكر، وأمل جسار، شيرين، الشاب مامي، عبد الوهاب الدوكالي كذلك ديمي بنت أبا من موريطانيا». وما زالت زهرة الاجنف تعمل منذ حصولها على الاستاذية من المعهد العالي للموسيقى سنة 1991 على تحقيق ملامح مشروعها الفني الذي تعزز بصدور اسطوانة «رقراق» سنة 2005 وتصوير كليب «رد النبا» سنة 2007، كما ان العروض التي قدمتها في المهرجانات التونسية والدولية مثل: خدّ المشموم، رقراق، شامة... مكنتها من تحقيق التواصل الناجح مع جمهورها الذي اصبح ينتظر جديدها وعروضها الفنية. وها هي تأتي الليلة الى مهرجان الحمامات في رحلة بألوان متوسطية تكرس معها سعيها للإثراء والتنويع واقامة حوار موسيقي مع الآخر.