ليس من السهل على المرء بعد أن يحصل على شهادة الأستاذية وينجح في مناظرة الكاباس العويصة ويخوض تجربة تدريس مدّتها ثلاث سنوات يجد نفسه بجرّة قلم معفي من مهنة التدريس. كيف باللّه عليكم يستطيع ان يتقبل خبر هذه الصاعقة التي تهزّ كيانه هزّا وتقلب معادلاته وموازناته الاجتماعية وتهدّد استقراره بين عشية وضحاها؟ إنّهم الأساتذة حمادي اللواتي أستاذ الأنقليزية بالإعدادية نقطة وجيهان عبيدة أستاذة الأنقليزية بالإعدادية نقطة أيضا ونادية الطرابلسي بالإعدادية المحرس في السنة الثالثة تربص ناجحين في دورة الكاباس نوفمبر 2006 وقد أعلمتهم الادارة الجهوية للتعليم الثانوي في آخر السنة الدراسية المنصرمة بأنّه وقع إعفاؤهم من التدريس بزعم عدم كفاءتهم البيداغوجية فعمدوا الى الاتصال بالنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس وأرسلوا عن طريقها الى وزير التربية والتكوين مراسلة طالبين إسعافهم وتمكينهم من لجنة محايدة وقد تمّت دعوتهم الى مقر الوزارة وبالتحديد إلى مكتب المدير العام للتعليم الثانوي حيث طولبوا بتلخيص البحث التربوي في مدّة لا تتجاوز نصف ساعة ولا تتعدّى صفحتين ثمّ أجري لهم حوار شفاهي لمدة 10 دقائق حول المسائل البيداغوجية والتربوية... ويال خيبة المسعى فقد أُبلغوا يوم السبت 2009/8/22 بقرار يعفيهم من مهامهم التربوية. «الشعب» اتصلت بهم وأكدوا أنّهم بحاجة ماسة لمعرفة كيفية توصل وزارة الاشراف ومن فوضتهم لإجراء هذا الاختبار للبت في مصيرهم في مدّة زمنية لا تتجاوز 40 دقيقة على أقصى تقدير؟ وماهي المعايير التي اعتمدت لعدم قبولهم وتحويلهم إلى عالم البطالة وتحمل مرارته وسآمته وقلقه وأرقه المضني الذي بدأ يقظ مضاجعهم ويهدم أحلامهم. نقابة التعليم الثانوي والإتحاد الجهوي بصفاقس وعدوا هؤلاء المطرودين بالوقوف إلى جانبهم ومؤازرتهم وأما نقابتهم الأساسية التابعين لها بالمحرس فقد عقدت اجتماعا عاجلا وأصدرت بيانا يرفض جملة وتفصيلا قرار إعفاء زملائهم ويؤكدون مساندتهم والشد على أيديهم والدخول في نضالات جدية من أجل إرجاعهم إلى سالف عملهم.