هي في جملة بسيطة عملية إبقاء المعدات أو الآلات تعمل في حالة جيدة, والصيانة هي جملة الأعمال التي تؤمن كفاءة تشغيلية عالية مع أعلى درجات السلامة للعاملين وبأقل التكاليف من خلال هذا التعريف يمكن لنا أن نحدد أهداف الصيانة في المنشآت الصناعية بشكل عام وهي تتلخص في التالي: - 1 -المحافظة على المعدات ضمن حدود المواصفات التصميمية والتشغيلية لتأمين كفاءة إنتاجية عالية، على أن تقوم فرق الصيانة بإعادة تلك المعدات إلى المواصفات التصميمية كلما انخفض مردودها. - 2 -التقليل إلى الحدود الدنيا أي التوقيف غير المبرمج للمعدات وكذلك تقليل الضياع أو إهدار المواد الأولية أو وقت العمل كذلك. 3 - - من أهم أهداف الصيانة هو تحقيق أعلى درجات الكفاءة مع أعلى درجات السلامة للعاملين وذلك باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من حوادث الشغل التي تؤدي دائما إلى ضياع ساعات العمل سواء للعاملين أو المعدات ولا تقتصر تلك الإجراءات على الحد من العمل اليومي بل تتضمن أيضا إجراءات منع التلوث والأمراض المهنية . مرت الصيانة بمراحل مختلفة من التطور، فمع بداية الثورة الصناعية وحتى وقت قريب كان أسلوب الصيانة الشائع هو أسلوب ردة الفعل بمعنى أنه عندما تتعطل الآلة نقوم بإصلاحها، أما إذا كانت تعمل بشكل جيد فإنه لا يتم عمل أي نشاط له علاقة بالصيانة أي أنه في هذه الفترة كان مفهوم الصيانة هو: إصلاح المعدات إذا تعطلت. إلا أنه مع تطور الصناعة ظهرت الحاجة لاتخاذ بعض الإجراءات لتلافي المشاكل التي كانت تحدث بسبب استخدام أسلوب ردة الفعل في الصيانة مثل توقف الإنتاج فترات طويلة من أجل الإصلاح الذي يتطلب بدوره فترات طويلة، واحتمالات حدوث خسائر كبيرة في المعدات أو في الأرواح نتيجة العطل المفاجئ وغير المتوقع، ومن هنا جاء التفكير في الصيانة الوقائية(maintenance préventive) والتي تعتمد فكرتها على أن لكل آلة أو معدة من المعدات ولكل جزء من أجزائها عمر افتراضي معين يمكن حسابه بالتقريب، لذلك فإنه قبل موعد انتهاء عمره الافتراضي يتم استبداله وبذلك يتم تجنب حدوث الكثير من الأعطال غير المتوقعة التي كانت تحدث في السابق و التي تتسبب في كثير من الحالات في اهدار للمؤسسة هي في غنى عنه و خسائر تطال المجموعة الوطنية. ومع ذلك فإن احتمال حدوث أعطال غير متوقعة مازال واردا حيث يمكن أن تتعرض الآلة لظروف تشغيل قاسية مما يعجل بموعد تلف أحد أجزائها، كما أن احتمال تغيير واستبدال بعض الأجزاء وهي في حالة جيدة يكون واردا مما يعني خسارة مادية كبيرة، لذلك تم التفكير في أسلوب أحدث و هو الصيانة التنبؤية (maintenance prédictive) والذي يعتمد على مراقبة حالة الآلة من أجل التنبؤ بالأعطال التي يمكن أن تقع قبل حدوثها. وحاليا في الصناعة و الإنتاج المتواصل كإنتاج الكهرباء، يتم الجمع بين جميع أنواع الصيانة السابق ذكرها، فليس معنى أن الصيانة التنبؤية هي أحدث هذه الأساليب أن يتم استخدامها في جميع المعدات حيث أن تكلفة إنشاء نظم الصيانة التنبؤية تكون مكلفة جدا لذلك فإنها تطبق فقط على المعدات غالية الثمن أو تلك التي تكون محورية في العملية الإنتاجية ويمكن أن يتوقف المصنع بأكمله في حالة تعطل هذه الآلات. أما باقي المعدات فيمكن عمل جداول صيانة وقائية لها خاصة إذا كانت هذه المعدات لها عمر افتراضي محسوب وتوجد أيضا بعض المعدات أو الأجزاء التي يمكن تركها لتعمل بدون أي صيانة حتى يحدث بها عطل فيتم إصلاحه وهذه المعدات هي المعدات غير المهمة أي لا يترتب على توقفها توقف العملية الإنتاجية والتي تكون تكلفة عمل صيانتها وقائية أو تنبؤية لها أكبر من تكلفة إصلاحها. وقد تم تطوير نظم حديثة لإدارة الصيانة مثل الصيانة المعتمدة على المعولية (maintenance agréeé sur la fiabilité)والتي تقوم على الجمع بين أساليب الصيانة المختلفة كما سبق شرحه، وكذلك الصيانة الإنتاجية الكاملة والتي يتم فيها ربط منظومة الإنتاج مع منظومة الصيانة من أجل تحقيق أهداف الصيانة والتي تتفق أيضا مع الأهداف الإنتاجية للمنشأة أو المؤسسة الصناعية. كما أنه تم استحداث ما يسمى بنظم إدارة الصيانة بالحاسب الآلي (gestion de la maintenance informatisée)وهي برامج تقوم بتنظيم الصيانة داخل المنشأة الصناعية من أجل تحسين مستوى الصيانة بصفة عامة أنواع الصيانة - 1 -الصيانة المبرمجة وهي كافة إجراءات الصيانة التي سبق التخطيط لتنفيذها وتم التهيؤ لها من كافة الوجوه. - 2 -الصيانة غير المبرمجة وهي كافة الإجراءات التي تتخذ بدون تخطيط مسبق لها نتيجة حدوثها بشكل مفاجئ، ولا يعني ذلك عدم تخطيط تنفيذها بعد حدوثها. وتنقسم الصيانة المبرمجة الى أنواع متعددة تنحصر بشكل رئيسي في التالي: أ - الصيانة الدورية الوقائية تتوقف المعدات حسب جدول زمني و يمكن تقسيم الصيانة إلى صيانة أثناء التوقف الاختياري و صيانة أثناء التشغيل و هي صيانة متوقعه ب - الصيانة العلاجية المبرمجة أثناء تشغيل الوحدات تحدث بعض المشاكل التشغيلية والتي يتطلب معالجتها، وتنقسم بدورها الى نوعين من هذه الحالات كما يلي: صيانة لعلاج خلل ما أثناء التوقفات الاختيارية ويعني هذا ان المشاكل التي تعاني منها الوحدات تؤدي بالقسم التشغيلي(EXPLOITATION) وقسم الصيانة إلى الاتفاق على توقف الوحدة لفترة محددة لغرض انجاز الأعمال المطلوبة ويمكن في هذه الحالة إضافة أعمال أخرى لم تكن مهمة ولكن يمكن استغلال التوقف لانجازها أيضا صيانة لعلاج خلل أثناء التوقفات الاضطرارية هناك توقفات طارئة تحدث للوحدات الإنتاجية لأسباب فنية تشغيلية أو صيانة وعادة ما تكون هذه التوقفات قصيرة أي أن من المفروض تشغيل الوحدة بأسرع وقت ممكن ومعالجة الخلل بأسرع وقت لما للتوقف من تأثير سلبي على خطة الإنتاج وعليه وعند حدوث هذه التوقفات يمكن استغلال فترة التوقف عن الفترة الكافية لإصلاح الخلل الذي أدى إلى التوقف أصلا وبذلك يمكن التخلص من أعمال كانت على جدول أعمال الصيانة ولكن لم تكن بالأهمية التي يتطلب إيقاف الوحدة لتنفيذها. مما ورد أعلاه بينا أنواع الصيانة المختلفة التي يتعامل معها قسم الصيانة في أي وحدة فان فعاليات الصيانة لا تقتصر على أعمال مبرمجة فقط فان الوحدات التشغيلية في المعامل أو الوحدات المتشابه تفرض على أقسام الصيانة أعمال طارئة لا يمكن التغاضي عنها بل أن الأعمال الطارئة تشكل نسبة لا بأس بها من مجمل أعمال قسم الصيانة اليومية، على أن هذه النسبة تختلف من موقع إلى آخر تبعاً للعوامل متنوعة و متعددة كطاقة الإنتاج والعمر الافتراضي ودرجة التعقيد وكفاءة العاملين والإطارات و هنا وجب الإشارة إلي الرسكلة والتكوين المستمر أي الاستثمار في الرأس المال البشري والمحافظة عليه وإتباع سياسة تحافظ علي المهارات وتضمين ذلك في العقود التنفيذية وهو عكس ما يتم الآن في العروض العمومية و الخاصة بما يسمي المفتاح في اليد(CLE EN MAIN) بما في ذلك الصيانة و هو ما يتنافي و الرؤية الإستشرافية لرئيس الدولة الذي أذن بالحوار الوطني حول الإنتاجية. وقد يأتي يوم قد لا نجد العمال المهرة في عديد الميادين و نكون قد سلمنا رقابنا إلي الغير و ما الأزمة الغذائية ببعيدة يا أمة اقرأ ! فالمطلوب منك العمل لا الخطاب و التذكر لا النسيان لأن العدو متربص لا ينام. أن من أهم أهداف قسم الصيانة في منشأة ما هو أقل نسبة من أعمال الصيانة الطارئة مقارنة بالأعمال المبرمجة فهذا الهدف يجب أن يكون الهاجس الرئيسي لأي إدارة حديثة. كفاءة الإطارات في الصيانة تؤثر بشكل كبير على نسبة الأعمال الطارئة فكلما ارتفعت كفاءة الإطار كلما انخفضت نسبة الأعمال الطارئة وما هو موجود اليوم من الأطر المغضوب عليها بين ظفريين و الزج بها في الصيانة و إخراج العملة و الإطارات المهرة لأتفه الأسباب هو اهدار للمال والكفاءات كم هي بلادنا في أمس الحاجة إلى عقول وسواعد أبنائها. يجب أن تكون سياسة واضحة المعالم عند العام و الخاص و لا يحق لأي منهما تبذير المال العام وخاصة العملة الصعبة التي تحرص بلادنا على توفيرها للمشاريع الرئاسية الكبرى فكلما ارتفعت الأعمال الطارئة ارتفعت معها كلفة الصيانة فيجب أن تكون موازنة بين تقليل الأعمال الطارئة و كلفة الصيانة. أهمية الصيانة تنبع أهمية الصيانة من حقيقة الحاجة لها وليس لأي سبب آخر فهي تؤثر وتتأثر بالإنتاج سلباً وإيجابا وفي حالة تفاعل مستمر بين هاتين الفعاليتين (الصيانة والإنتاج) ومن هنا تتضح أهمية الصيانة. أصبحت الصيانة من المشاكل الأساسية التي يجب معالجتها وتقديم الحلول لها في مختلف مراحل تنفيذ المشاريع الصناعية. فقد أصبحت مشاكل الصيانة تدرس وتوضع لها الحلول في المراحل التصميم و التنفيذ و خاصة الإدارة الحديثة فعند دراسة أي مشروع يقع تثبيت فلسفة لصيانته و تستجيب لكل الأسئلة المتعلقة بتلك السياسة التي ستشكل العمود الفقري لإنجاح أي مشروع والمحافظة على ديمومته ببرمجة وتخطيط يأخذان في الحسبان كل المتطلبات الضرورية من تخزين المواد ومؤشرات قياس يمكن للمسؤول و المتتبع أن يقيسها و يتثبت منها في كل حين من حيث كفاءة الأداء و النسب المتعلقة بأنواع الصيانات.