تغزو اسواقنا العديد من السلع المقلدة التي تشهد اقبالا كبيرا من قبل المواطنين وخاصة الأمهات اللاتي يقبلن على اقتناء هذه السلع الخاصة بالأطفال الصغار منها الشامبو والصابون والملابس الداخلية وغيرها... كل هذه المعروضات التي وان بدت زهيدة الاسعار فان اضرارها تفوق منافعها بكثير لما تسببه من امراض تهدد صحة الطفل. رصد لهذه الضاهرة في سياق التحقيق التالي تفضل العديد من الأمهات اقتناء حاجيات أطفالهم من الأسواق الموازية تجلبهن الأسعار المنخفضة لهذه السلع والتي تصل في بعض المواد الى 500 مليم مما يجبر ربات البيوت على الإقبال على هذه السلع لا سيما وان فارق الأسعار بين الأسواق الموازية والفضاءات الكبرى يبدوا لهن كبير وشاسع. أسعار خيالية ترى السيدة خديجة بالرابح والتي وجدناها تمسك ببعض المقتنيات أنها اعتادت شراء لوازم أحفادها من هذه الأماكن وذلك نظرا لارتفاع أسعار الفضاءات الكبرى. تقول «هذه الرضاعة على سبيل المثال ثمنها دينارين بينما تجدها ب8 دنانير في الصيدلية وأنا غير قادرة على توفير جميع مستلزمات أحفادي الثلاثة خاصة بعد وفاة والدهم زد على ذلك تواضع مورد رزقنا». ومن جهة أخرى تقول السيدة منى موظفة «أنا كثيرة التردد على مثل هذه الأماكن لما توفره من معروضات متعددة بأسعار زهيدة وعلى الرغم من معرفتي بأنها مقلدة وقد تتسبب في بعض الأمراض إلا أنني مضطرة لاقتناء بعض المستلزمات التي لا قدرة لي على اقتنائها من الأماكن والفضاءات الكبرى وذلك محاولة مني توفير كل متطلبات أطفالي» فحسب رأيها تجد الحل في تقسيم هذه المواد الى جزئين الملابس تقتنيها من الأسواق الموازية والبعض الآخر مثل مواد التنظيف والتي تراها الأكثر تسببا في الحساسية تقتنيها من الفضاءات الكبرى ذات الجودة العالية والصيدليات وهي بذلك توفق بين ميزانيتها من جهة وبين متطلبات ومقتضيات أطفالها الأربعة من جهة اخرى. حرفاء قارون وهذه الأسواق بكل معروضاتها لم تكن حكرا على السيدات اللاتي لهن أكثر من طفل ولكن هناك من له طفل فقط ويقبل على اقتناء عديد الأغراض من هذه الاماكن فالسيد بوبكر بحري «عامل يومي» وزوجته السيدة «فاطمة» بعد ولادة ابنتيهما ذات الثماني اشهر اصبحا من حرفاء هذه الاسواق. وفي هذا الصدد يقول الزوج «ان ارتفاع أسعار الملابس ومستلزمات الأطفال في الفضاءات الكبرى ونظرا لأسعارها الخيالية لم تترك لنا المجال غير اللجوء الى هذه الأسواق» ويضيف مستعرضا أسعار بعض المنتوجات «فمثلا الملابس الداخلية للأطفال هنا بدينار واحد في حين تصل الى 8 دنانير في الفضاءات الكبرى ويصل الفارق في أسعار مواد التنظيف بين ما يعرض في الأسواق الموازية والصيدليات والأماكن الأخرى إلى 9 دنانير فما فوق للقطعة الواحدة .. ومن جانب آخر «شهرية «واحدة لا تكفي لتوفير كل حاجيات العائلة لاسيما حاجيات الطفل التي لا تحصى ولا تعد». جهود مضاعفة وفي إطار منع هذه المعروضات والتخفيف من أضرارها حرصت عديد الأطراف المعنية وخاصة وزارة التجارة التي تشدد المراقبة الصارمة للقضاء على هذه المنتوجات التي تجتاح الأسواق الموازية بشكل ملحوظ وذلك عن طريق الحجز خاصة المواد المقلدة والتي تجاوز العديد منها تاريخ الصلوحية مما يضاعف إمكانية الإصابة بعديد الأمراض المنجرة عن هذه المعروضات. مخاطر بالجملة وحول الامراض التي تصيب الاطفال والتي تنجر عن استعمال هذه السلع توجهنا بالسؤال الى الدكتور محمد انور الرياحي وفي هذا الشأن يقول ان هذه الامراض كثيرة ومتعددة خاصة امام حساسية الاطفال فتسبب مواد التنظيف مثلا امراض الحساسية وتساقط الشعر والقشرة «واللحسة» هذا بالاضافة الى ان الحفاضات والملابس الداخلية التي تساهم في نسب كبيرة من الاصابة بمرض الحكاك والامراض الجلدية ويحذر محدثنا من استعمال الرضاعة الموجودة بكثرة في هذه الاسواق الموازية وذلك لما ينجرّ عنها من تسممات في البطن واصابة في الفطريات على مستوى الفم والحنجرة لدى الطفل. وفي الختام ينصح الدكتور كل الامهات للابتعاد عن اقتناء هذه المواد التي لا جدوى لها والتي عادة ما تكون سببا رئيسيا في اصابة الاطفال بامراض خطيرة يكلف ثمن علاجها اضعاف هذه الاسعار