عدد المساجين الذين سعت وتسعى جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم إلى الإحاطة بهم والأخذ بيدهم 1300 لتجاوز محنتهم ومساعدتهم على ايجاد موارد رزق لهم وذلك من خلال ما تحظى به الجمعية من علاقات شراكة وتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهياكل والمنظمات التي تخول لها رصد الامكانيات المتاحة للشغل والادماج جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم ورغم انها فتية النشأة إلا أنها نجحت منذ انبعاثها في 25 جانفي 2008 ومن خلال القيام بزيارات ميدانية للمؤسسات السجنية والاصلاحيات بمختلف ولايات الجمهورية الى التعريف بنفسها كجمعية خيرية اجتماعية تسعى الى تحقيق اهدافها النبيلة المتمثلة اساسا في مقاومة كل أشكال الإقصاء والتهميش عن طريق إسهامها في إعادة تأهيل المساجين والأطفال الجانحين المفرج عنهم وإدماجهم صلب النسيج الاجتماعي مع العمل على مساعدتهم لايجاد شغل وبعث مشاريع خاصة بهم . من التكوين الى التشغيل وفي زيارة قامت بها الاعلان الى هذه الجمعية اكد السيد فتحي بوصفارة نائب رئيس جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم ان هذه الجمعية تعنى اساسا بالاهتمام بكل مسجون بعد الافراج عنه في بداية حياة جديدة إما بايجاد عمل او بعث مشروع خاص توفيرا لمورد رزق يضمن له حياة كريمة وينتشله من براثن الانحراف. وعندها تقوم الجمعية بدراسة ملفات المساجين دراسة متأنية فاذا كان المسجون «سابقا» غير متحصل على اي شهادة تخول له الحصول على عمل عندها تعمل الجمعية على القيام بدورات تكوينية لهم لتمكنهم من شهادات تكوين ومن ثم تحرص على ايجاد مواطن شغل لهم حسب الشهادة المتحصل عليها او تمكينهم من قروض إما مباشرة من قبل الجمعية اذا كانت من صنف المشاريع الصغيرة او تؤمن لهم الضمان لتمكينهم من الانتفاع بقروض من قبل البنك التونسي للتضامن . أما في صورة ما اذا كان السجين متحصلا على شهادة تكوين أو شهادة علمية عندها تكتفي الجمعية إما بايجاد موطن شغل له أو السعي لإرجاعه الى مقر عمله القديم الذي كان يعمل به قبل دخوله السجن اذا كان ممكنا باعتبار ان ذلك يبقى مرتبطا برغبة المؤجر او تمكينه من قرص لبعث مشروعه الخاص دون اجراء دورات تكوينية هذا وتواصل الجمعية في الان ذاته تقديم خدمات الدعم والمرافقة والمصالحة والتوجيه بغاية ضمان الإدماج الأسري والاجتماعي والاقتصادي مع الحرص على متابعة وضعية المساجين المسرحين والاطفال الذين اتموا فترة ايداعهم بمراكز اصلاح الاطفال الجانحين والواقع ادماجهم لضمان عدم عودتهم الى عالم الاجرام والجنوح مع ارساء آلية للرعاية اللاحقة لانجاح مشروع الادماج المتفق حوله .
اما بخصوص المشاريع والخدمات التي نجحت الجمعية في بعثها لفائدة المساجين المفرج عنهم فقد اكد محدثنا بأنها تجاوزت 60 مشروعا من صنف المشاريع المتوسطة من بينها 20 مشروعا مكنتهم الجمعية من التمويل الذاتي اما في ما يتعلق بالجمعيات التنموية فقد نجحت في تمويل 46 مشروع مع تمكين 23 مسجون في ولاية سليانة من التمتع بالضمانات بتمكينهم من قروض تخول لهم بعث مشاريع خاصة بتكلفة جملية قدرت ب103 ألف دينار أغلبها من المشاريع المتوسطة و38 بالنسبة لولاية جندوبة بتكلفت ناهزت 44 ألف دينار أغلبها من المشاريع الصغرى كما نجحت الجمعية في تشغيل 22 من المساجين المعفى عنهم مع احاطة 6 أشخاص بدورات تكوينية من بينها 3 في السياحة و1 في الحلاقة مع توفير 8 رخص لتمكين المنتفعين من بعث مشاريعهم من جهة أخرى ومن بين الخدمات الخيرية التي تسعى الجمعية الى توفيرها لمساعدة المساجين المفرج عنهم لمعاودة الاندماج في المجتمع ومباشرة حياة طبيعية من جديد هو الحرص على معالجة المدمنين وقد نجحت في معالجة 3 أشخاص أما على مستوى الاعانات الخيرية التي تقدمها الجمعية لعائلات المساجين فقد أكد السيد فتحي بانها ناهزت 140 حالة اسعافية في شكل هبات ومساعدات مادية ودعم ابناء المساجين المعوزين وضعاف الحال لضمان مزاولتهم لدراستهم وتكوينهم المهني في ظروف عادية . وبمناسبة عيد الاضحى عملت الجمعية على تمكين عائلات المساجين المعوزين من مساعدات مالية لاقتناء اللحم احتفالا بهذه المناسبة الدينية كغيرهم من الفئات الاجتماعية الاخرى تجنبا لاي اقصاء او تهميش. المشاريع المستقبلية هذا وتعمل الجمعية حاليا على التحضير لمشاريع مستقبلية لفتح افاق للمساجين المفرج عنهم منها مشاريع مخصصة لحاملي الشهادات العليا تتمثل في فضاء متعدد الخدمات والخصائص أو مايعبر عنه ب«الكيوسك » مساحته 60 متر موزعة على 24 ولاية وفي مختلف المعتمديات. اما المشروع الثاني فهو مخصص لغير المتحصلين على شها ئد اذ ستعمل الجمعية في القريب العاجل على تمكينهم من دورة تكوينية في مجال غسيل السيارات بالشائح لمدة اسبوع ومن ثم ستحرص إما على توفير عمل او تمكينهم من بعث مشاريعهم الخاصة في هذا المجال . وفي ختام حديثه اكد السيد فتحي بو صفارة نائب رئيس جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم أن هذا العمل الخيري وهذا النجاح الذي حققته الجمعية في ظرف وجيز هو ثمرةعمل مشترك بين الاعضاء المنخرطين بهذه الجمعية الساهرين على تقديم خدمات الدعم والمرافقة والتوجيه من جهة والمخاطبين الجهويين المتواجدين في كل مكاتب الشغل ومخاطبين في الادارات الجهوية في الشؤون الاجتماعية الساعين الى النهوض بالمساجين وايجاد حلول لهم . هذا بالاضافة الى اتفاقيات الشراكة مع كل من وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسين بالخارج والادارة العامة للسجون والاصلاح والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والوكالة التونسية للتكوين المهني للعمل معا على النهوض بهذه الفئة واعطائهم فرصة اخرى ببناء حياتهم من جديد وذلك بتمكينهم من معاودة ادماجهم صلب النسيج الاجتماعي .طبعا الى جانب المؤسسات والجمعيات التنموية وكل من يقوم بتقديم الدعم المادي لهذه الجمعية هناك 375 دورة تكوينية داخل السجون وخارجها ساهمت بدورها في تحقيق أهداف الجمعية . فالجمعية ورغم تواجدها في تونس الا انها هيكل متكامل الاطراف يعمل على اسداء خدماتها لتمكين جل المساجين دون تمييز او اقصاء في مختلف تراب الجمهورية من التمتع بالخدمات التي تقدمها للنهوض بالنسيج الاجتماعي والتقليص اكثر ما يمكن من نسبة الاجرام والانحراف ببلادنا . نماذج حية هشام بن عامر البلغ من العمر 18 سنة هو من بين ابناء المساجين الذين لعبت بهم الأقدار ليجدوا انفسهم ضحية لظروف اجتماعية قاسية لا دخل لهم فيها سيما بعد ان وجد نفسه وحيدا منبوذا فالاب في السجن لمدة 45 عام والام تزوجت من رجل اخر وانجبت منه ابنين اخرين فلم يبق الا الشارع ملاذا له غير انه وبإرشاد من بعض الأشخاص تم توجيهه الى هذه الجمعية التي تعهدت بانتشاله من هذه الاوضاع المأساوية وتمكينه من دورة تكوينية في مجال تنظيف السيارات بالشائح لنيل شهادة تخول له الحصول على مورد رزق حتى لا يبقى فريسة للشوارع ويكون الانحراف والاجرام ماله كذلك السيد فتحي بوضيافي فهو كذلك ممن زلت بهم القدم في يوم من الايام فوجدوا انفسهم وراء القضبان غير ان رغبة هذا الشاب الذي لازال في مقتبل العمر لم تحل دونه ودون محاولة بناء حياته من جديد بالاعتماد على ذاته فتوجه الى هذه الجمعية الخيرية التي تعهدت بتأهيله حتى يتمكن من بعث مشروعه الخاص على أرضه الفلاحية الممتدة على 18 هكتار سيما وانه متحصل على شهادة تكوين في تربية الأغنام