انعقدت الندوة الوطنية حول «البرنامج الوطني لمقاومة العنف ضدّ الطفل ونشر ثقافة اللاعنف» تحت إشراف السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين وقد نظّم مرصد الاعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل هذه الندوة بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» وأبرزت الوزيرة في افتتاح الاشغال بحضور السيدة سلوى التارزي كاتبة الدولة المكلفة بالطفولة والمسنين اعتزاز تونس بالرصيد التشريعي لفائدة الطفل كما عرضت البرنامج الوطني لمقاومة العنف ضدّ الطفل ونشر ثقافة اللاعنف الذي يتنزّل في إطار تعزيز حماية الطفل من العنف المسلّط عليه ووقايته حتى لا يتحول الى منتج للعنف ضدّ نفسه أو ضدّ غيره من أفراد المجتمع. وأشارت الوزيرة الى أن تونس تعدّ خامس دولة في العالم أصدرت مجلة لحماية الطفل سنة 1995 وبيّنت الوزيرة في كلمتها أبرز أشكال العنف وهو العنف الجسدي والعنف اللفظي والعنف الجنسي والعنف العاطفي والاستغلال الاقتصادي والتهديد، وحدّدت المتحدثة البيئات التي يقع فيها العنف ويتداول كالمنزل والأوساط التعليمية ومراكز الرعاية والمؤسسات الحكومية والقانونية. كذلك دعت وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين جميع هياكل الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الى ضرورة تكريس التوجهات الاستراتيجية للبرنامج الوطني لمقاومة العنف ضدّ الطفل ونشر ثقافة اللاعنف بالتأكيد على ثلاث نقاط أساسية وأولها الوقاية بتدعيم المناخ التشريعي والتركيز على التوعية الاجتماعية وعدم التمييز على أساس الجنس والادوار الاجتماعية النمطية. كما أكدت الوزيرة على دور الحماية لرفع الضرر عن الطفل المتعرّض للعنف من خلال تدعيم آلية مندوب حماية الطفولة وواجب الإشعار. ومن ضمن التوجهات الاستراتيجية للبرنامج الوطني لمقاومة العنف ضدّ الطفل ونشر ثقافة اللاعنف، التأهيل والإدماج أي علاج وتأهيل وإدماج الاطفال ضحايا العنف من خلال تعزيز القدرات المؤسستية والمهنية للمتدخلين في المجال مع الحرص على تأهيل القائمين بالعنف لتفادي العودة لمثل هذه التصرفات عن طريق التعهّد والرعاية والمتابعة. وفي هذا السياق تقدّم كل طرف من المشاركين في الندوة بمشروع برنامج تنفيذي يأخذ بعين الإعتبار خصوصية كل قطاع وينصهر ضمن توجهاته وبرامجه. ومن جانبها ثمنت السيدة ماربالويزا فرنارا ممثلة منظمة يونيسيف جهود تونس في معاضدة المساعي الدولية لمقاومة العنف ضد الاطفال خاصة من خلال إعداد برنامج وطني في الغرض مبرزة أهمية تعزيز الجانب الوقائي نظرا للإرتباط الوثيق بين العنف المسلّط على الطفل وما يصدر عنه من سلوكات خلال مرحلة المراهقة والكهولة