في اطار التقنين الحراري والطاقي في قطاع السكن والخدمات تمّ إنجاز 40 مشروعا نموذجيا أثبتت الدراسات والتجارب نجاعتها وهو ما دفع كل الأطراف المعنية الى محاولة تعميمها والتحسيس بأهمية اعتماد هذا التقنين في كل البنايات الجديدة ولمزيد التعرف على هذه الإستراتيجية المقتصدة للطاقة في قطاع البناء إلتقينا السيد صحبي الميساوي مدير عام البنايات المدنية بوزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية الذي أفادنا بأن حاجتنا الماسّة الى الطاقة والخوف من نفادها دفعه الى البحث عن موارد بديلة ومتجدّدة تعوّض الموارد الأحفورية وتحافظ على البيئة وهو ما شجّع على إدماج هذه المنظومة في قطاع البناء والتشييد بإعتباره من القطاعات المستهلكة للطاقة بدرجة ثالثة على الصعيد الوطني وفي هذا السياق أشار محدثنا أن بلادنا ليست بمعزل عن التغيّرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم الشيء الذي من شأنه أن يجعل من التنمية المستديمة في كافة مراحل البناء ضروريّة ان لم نقل إلزامية حتى نتمكّن من الوصول الى مرحلة النجاعة الطاقية في البنايات. جودة طاقيّة وبيئية هذه النجاعة الطاقية يمكن تحقيقها شرط التصميم الجيّد للبناية المستدامة التي تأخذ بعين الإعتبار التوجّهات الحديثة للعمارة المستجيبة للمواصفات البيئية والتي تعتمد مواد بناء وتقنيات تتجنّب الإستهلاك المفرط للموارد الطبيعية والطاقة على غرار المواد المصنّعة خلال مراحل الإنشاء والإستغلال والصيانة ومن هذا المنطلق يشير مصدرنا أن البنايات المقتصدة للطاقة لا يمكن الحديث عنها في صورة غياب الصيانة للبناية في حدّ ذاتها وللتجهيزات وهو ما يجعل من عنصري التجديد والتهذيب ضروريين وأساسيين للحصول على مبنى مستديم وذي جودة طاقية وبيئية عالية ومن هذا المنطلق توصّل السيد صحبي الميساوي الى أن إعتماد الطاقات المتجدّدة كالطاقة الفلطوضوئية والسخّان الشمسي وغيرها من الآليات الصديقة للبيئة من شأنها أن تجعل من البناية مسكنا مقتصدا للطاقة. مواد مصنّعة عازلة وفي مرحلة أخرى تطرّق نفس المصدر الى نقطة هامة جدا وهي أن التقنين الحراري والطاقي لا يشمل فقط التجهيزات بل يشمل أيضا البناية في حدّ ذاتها حيث أن البنايات ثنائية الجدران double coloison يمكن استغلالها لإدماج مواد عازلة وفي هذه النقطة يشير السيد صحبي أنه تمّ إدماج المنهجيات القديمة بالتقنيات الحديثة لبلوغ صبغة جديدة على غرار استغلال صوف الخرفان وشعر الماعز في البناء عوض المواد العازلة المصنّعة وذات الأسعار الباهظة بهدف الإقتصاد في الطاقة والمحافظة على البيئة ويضيف محدثنا أن هذه الإستراتيجية للإقتصاد في الطاقة والتقنين الحراري والطاقي للبنايات أوصلنا الى مرحلة متقدمة مقارنة بكثير من البلدان من خلال تصنيف البنايات حسب نجاعتها الطاقية مثلها مثل الثلاجة والمكيّف وغيرها من التجهيزات الأخرى وتتميز البنايات ذات الصنف1 بإستهلاكها لقرابة 60 كيلواط في المتر المربع سنويا ومن المنتظر أن تصل هذه الكمية من الإستهلاك الى صفر كيلواط بعد تركيز اللاقطات الفولطوضوئية في هذه البنايات التي بإمكانها إنتاج الكهرباء من تلقاء نفسها وأيضا بسبب خضوع هذه البنايات للتقنين الحراري والطاقي (غلاف خارجي وداخلي وأسطح عازلة للحرارة). بنايات مندمجة مستديمة ودائما في نفس السياق إلتقينا السيد نزار زغلامي مدير بوزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية الذي أفادنا ان إحترام المنظومات البيئية في انشاء المساكن يوفّر نسبا هامة من الطاقة ويحقّق جودة الحياة من ناحية التكييف الطبيعي والإنارة الطبيعية اللذين يوفّران كميات هامة من الطاقة ويحافظان في الآن نفسه على صحّة الإنسان ويشير السيد صحبي في هذا الإطار أنه تمّ استغلال أيضا التراث المعماري والبنايات التقليدية (الدار العربي/الماجن/السقيفة) في تشييد البنايات الجديدة بربطها بالتقنيات الجديدة للحصول على بناية مندمجة مستديمة ذات نجاعة طاقية وبيئية عالية معتمدة على ما وفّرته الطبيعة للإنسان