عقد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث ندوة صحفية يوم الاثنين الماضي بمقر وكالة الاتصال الخارجي بمناسبة احتضان تونس للمؤتمر الدولي «حول حوار الحضارات والتنوّع الثقافي» والذي انتظم بمدينة القيروان من 2 الى 4 جوان الجاري وحضر في هذه الندوة السيدان عبد العزيز عثمان التويجري المديرالعام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الأسيسكو» وكليمان دوهايم مدير المنظمة الدولية للفرنكفونية.
ثقافة الإعتدال وأشار الوزير خلال كلمته الى أن هذا المؤتمر ينتظم في إطار برنامج القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وهو مؤتمر مهم تسعى من خلاله بلادنا الى إشاعة ثقافة الإعتدال والتسامح ومدّ جسور الحوار مع الآخر كما يشكّل هذا المؤتمر فرصة لتجسيد التكافؤ في الرأي بين الاطراف الثلاثة والتنوع الثقافي الكفيل بالإسهام في الحدّ من النزاعات. واعتبر الوزير أن مؤتمر حوار الحضارات هو محطة جديدة تنتظم في إطار الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وهي مدينة عرفت على مدىالتاريخ على أنها مدينة للتسامح وموطن للتعايش بين المسلمين ويهتم المؤتمر الذي حضرته شخصيات هامة بثلاثة محاور أساسية حول حوار الحضارات والتنوّع الثقافي وكيفية إيجاد قنوات للوصول والتعاون الدولي بهدف إيجاد الأسباب الكفيلة بتأسيس التواصل بين الحضارات.
الإحترام المتبادل وأضاف السيد عبد العزيز التويجري مدير عام الاسيسكو من خلال كلمته أن تونس هي مثال للفضاء الذي يرحّب بالحوار وباختلاف وجهات النظر وأكد بأن العالم يحتاج لهذه النظرة حت تتلاقى الحضارات وتتكامل وتتصدّى لدعاة الحروب والدمار وأوضح بأنه لا يمكن لأي حوار أن ينجح الاّ في ظلّ الاحترام المتبادل بين الدول وحتى في صورة الاختلاف فإن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون سببا للصراع وندّد مدير عام الاسيسكو بالمعاناة التي تعيشها بعض الشعوب جرّاء الحروب والنظرة الدونية التي يبديها البعض للدين الاسلامي واعتبر أن فتح الباب سيكون من تونس لنشر السلام والتعايش بين الشعوب ونشر مبادىء الإنصاف والعدل وإحقاق الحقوق وهذا الباب الانساني من شأنه أن يخلق نظاما عالميا عادلا وقانونا دوليا منصفا لا تمييز فيه بين دولة وأخرى. وعن الادارة الامريكية والتي يعتبرها الكثيرون سبب أغلب الحروب أفاد السيد عبد العزيز التويجري أنه سبق والتقى بالرئيس الامريكي أوباما مؤخرا وتبيّن من خلال عباراته أنه صادق في إصلاح العلاقات مع العالم الاسلامي والحدّ من السياسة الامريكية القائمة على الحروب وختم بالقول بأن الاسلام ليس في حرب مع أمريكا أو مع أي دولة أخرى فالاسلام هو دين التسامح والاحترام المتبادل.
اتفاقيات تعاون ومن جهته أضاف السيد كليمان دوهايم مدير المنظمة الدولية الفرنكفونية أن العلاقات مع تونس قديمة وأن هذه السنة هي سنة خاصة حيث تتطرّق الى محاور هامة وأشار الى أن اتفاقيات التعاون التي تربط البلدين عديدة وفي النية إبرام اتفاقيات تعاون أخرى في مجالي التعليم والبيئة قريبا وبخصوص مدينة القيروان فهو يرى بأنها مدينة التفتح والمعارف لذلك فإن اختيارها ليس من باب الصدفة والمؤتمر يمثل فرصة لتوطيد الرؤى الموحدة والثقة الواحدة والحدّ من النزاعات التي تفتك بالشعوب.