عندما نتحدث عن العقم تتوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى المرأة وكأنها الوحيدة المسؤولة عن الإنجاب غير أن الواقع مخالف لذلك تماما فالرجل أيضا معرض للعقم ومسؤول مثلها تماما على الإنجاب لكن للأسف طبيعة المجتمع العربي يحمّل المرأة دائما مسؤولية الإنجاب من عدمه ولا يتطرق إلى مسألة عقم الرجال وأسبابه وكيفية علاجه عقم المرأة صحيح أنه ظاهرة متفشية بنسب مرتفعة إلا أن أغلبها مقدور على علاجها إما بالتلقيح الاصطناعي أو بتقنية طفل الأنبوب أو بالتلقيح المجهري هذا بالنسبة للمرأة أما بالنسبة للرجل فغالبا ما نجهل أسباب العقم عنده وكيفية علاجه لأننا كثيرا ما نتغاضى عن الخوض في هذا الموضوع وكأن الحديث عن عقم الرجل فيه مساس لرجولته والحال أن العقم ماهو إلا مرض يمكن أن يصيب المرأة كما يمكن أن يصاب به الرجل والوقاية والعلاج من العقم لدى الرجال يتطلب في مرحلة أولى تحدي العقلية السائدة في المجتمعات الشرقية. أسباب عقم الرجال وحول مسألة عقم الرجال وأسبابه وكيفية علاجه توجهنا بالسؤال إلى الدكتور إلياس بن ميلاد مختص في أمراض النساء والتوليد فأفادنا بجملة من المعلومات التي كثير ما نجهلها ولا نعطيها أهمية بالشكل الذي تستحقه وأبرز لنا أهم أسباب عقم الرجال ونجد من بين هذه الاسباب الإلتهابات التي تعدّ من أكثر الامراض التناسلية شيوعا وتمثل 30 ٪ من نسبة الأزواج المصابين بهاته الامراض وتنقسم إلى نوعين النوع الاول يسمى بال chlamydoe والنوع الثاني ال mycoplasme ومن أهم أسباب الاصابة بهاته الالتهابات هي العلاقات الجنسية أما السبب الثاني للإصابة بالعقم هو وجود دوالي varis في الخصية خاصة منها الخصية اليسرى وهو ما يؤثر تأثيرا سلبيا على حركية الحياة المنوية ومن أسباب العقم عند الرجال نجد أيضا أسباب وراثية تتمثل بالاساس في عدم وجود قنوات منوية منذ الولادة وهي خلقية بالاساس وتسمى mycovisidense أو تكوين غير عادي للحياة المنوية في الخصية. تأثير مرض السكري على الإنجاب كما نجد عامل آخر يعد من أخطر العوامل وهو الضعف الجنسي المرتبط بمرض السكري أو العقم في مرحلة متقدمة من المرض أو في حالة إهماله لفترات طويلة وبسؤالنا الدكتور بن ميلاد عن إرتباط الضعف الجنسي بمرض السكري أجابنا بأن الضعف الجنسي ناتج بالأساس عن حالة إهمال مرض السكري دون علاج لفترة طويلة أو إذا كان غير معدل لفترة تتراوح بين عشرة وخمسة عشرة سنة وفي هذه الحالة يتعرض المريض إلى إتلاف في الاعصاب المسؤولة عن الاحساس ويسبق ذلك إحساس بالتنميل في أصابع اليدين والقدمين كل هذا يتسبب في الاصابة بضيق وتصلب الشرايين وبالتالي قلة إمتداد للعضو الذكري كما أن عدم ضبط مستوى السكري في الدم يضعف من إنتاج الموصلات والخيوط العصبية هذا الى جانب وجود عوامل أخرى إضافة إلى مرض السكري تزيد من إحتمال تعرض المريض للإصابة بالضعف الجنسي مثل التدخين سواء كان تدخين سجائر أو شيشة علما وأن تدخين شيشة واحدة يعوض أربعة علب سجائر وهذا العامل يؤثر على حركية وعدد الحيوانات المنوية كما يساهم في تشوهها هذا بالاضافة إلى شرب الخمر الذي لا يقل خطورة عن التدخين كما تعتير السمنة وأمراض القلب والدورة الدموية والضغط النفسي والنمط الغذائي غير الصحي مثل الاكثار من تناول اللحوم والأكلات الدسمة والتي تؤدي إلى زيادة الدهون والكليسترول في الدم لها تأثير كبير على القدرة الجنسية. إنخفاض مادة أكسيد النيترات يؤثر على القدرة الجنسية وفي إطار مرض السكري وإرتباطه بالضعف الجنسي وكيفية الوقاية من هذه الاصابات يجب في مرحلة أولى ضبط مستوى السكر في الدم لأن التحكم في مستوى السكر بالدم يمكن أن يمنع إصابة الاعصاب والاوعية الدموية بالخلل وينصح الابتعاد تماما عن التدخين لأنه يتسبب في ضيق الأوعية الدموية مما يؤدي إلى إنسدادها كما يقلل من مادة أكسيد النيترات اللازمة لحدوث الانتصاب وأيضا الابتعاد عن الكحول إذ يمكن أن يقود إلى الضعف الجنسي بتدمير جدران الأوعية الدموية إضافة إلى وجوب التقليل من عوامل الخطر بالنسبة إلى أمراض القلب وإرتفاع ضغط الدم وإرتفاع معدلات الكليسترول الضار والقيام بتمرينات رياضية وتخفيض الوزن لأن الوزن الصحي يحسن من الأداء الجنسي كما أن المصاب بأي مرض من الأمراض المذكورة سابقا يجب عليه من فترة لأخرى فحص مستوى الذكورة للإطمئنان على صحة الرجل وهو مؤشر هام يساعد على دقة التشخيص وسهولة العلاج. كيفية العلاج كل الاسباب والعوامل المساهمة في عقم الرجال أو في الضعف الجنسي يمكن الوقاية في بعض منها في حالة الاصابة بمرض السكري أو في حالة التدخين والشرب أما في بعض الحالات الاخرى فلا يمكن سوى العلاج بأربعة طرق والتي يهدف جميعها إلى إلتقاء البويضة بالحيوان المنوي لكن كل تقنية تختلف عن الاخرى في كيفية التلقيح فمثلا في تقنية التلقيح الاصطناعي يقع فرز الحيوانات المنوية الصالحة ويتم بعد ذلك التلقيح في وسط الرحم إذا كانت قنوات «فالوب» faloppe سليمة أما بالنسبة لطفل الانبوب فاللقاء بين الحيوان المنوي والبويضة يقع في المخبر في أنبوب في حالة كانت الحيوانات المنوية للرجل قليلة أو قنوات فالوب المرأة مغلقة ثم نجد التلقيح المجهري وتستعمل هذه التقنية في حالة كانت الحيوانات المنوية ضئيلة جدا وأخيرا نجد تقنية Imsi وهي أحدث التقنيات وتستعمل لفرز الحيوان المنوي الخاضع للمواصفات المطلوبة بواسطة مجهر خاص وإستعمال كل هذه التقنيات مجد وناجع في أغلب الحالات وهي أمثل الطرق لعلاج العقم عند الرجال وأنجع من الأدوية المستعملة لتحسين المني