تمثل الهجرة إلى الخارج وبالتحديد إلى أوروبا حلما وهاجسا بالنسبة إلى الكثير من الشباب التونسي وخاصة منه العاطل عن العمل الذي يرغب في الحصول على عقود شغل بصورة شرعية يزيح عنهم شبح البطالة وذلك بعيدا عن المجازفة والمخاطرة غير محمودة العواقب ويبدو أن الفترة القادمة سوف تشهد انفتاحا فرنسيا محمودا على الكفاءات واليد العاملة المؤهلة والموسمية على حد السواء فضلا عن فسح المجال أمام الطلبة لمواصلة مسارهم الجامعي بمؤسسات التعليم العالي الفرنسية بالإضافة إلى إمكانية التعامل مع مطالب لم الشمل العائلي بإيجابية أفضل. هجرة انتقائية.. وأصناف مختلفة من بطاقات الإقامة وفرنسا أصبحت تراهن على تطبيق المشروع الأوروبي القاضي بتدعيم الهجرة الانتقائية التي تقوم أساسا على فتح أبواب الاستقبال أمام شرائح وكفاءات معينة يتم تحديدها مسبقا لكي يتم إدماجها لاحقا في الدورة الاقتصادية، وقد أقرت الحكومة الفرنسية خلال هذه السنة التعويل على منح عدة أصناف من البطاقات بهدف تطويق الهجرة والاستفادة منها قدر المستطاع.. وتطلق على البطاقة الأولى تسمية «بطاقة كفاءات ومواهب» ويتم إسنادها إلى الأجانب الذين يشتملون على كفاءات ومواهب قادرة على تعزيز مستوى التنمية الاقتصادية وضمان الإشعاع للجمهورية الفرنسية وتمنح هذه البطاقة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد على أن يلتزم حاملها بتقديم مشروعه على الأراضي الفرنسية ومن ميزات هذه البطاقة أنها تعفي عائلة المهاجر من إجراءات ملف التجميع العائلي وتتيح لأفرادها الالتحاق بحامل البطاقة بعد الخضوع لإجراءات «الحياة الخاصة والعائلية»، وعلى صعيد آخر يمكن للتونسيين الذين لا تتوفر فيهم شرطا «الموهبة والكفاءة» أن يهاجروا إلى فرنسا ويتمتعوا ببطاقة «أجير» أو «عامل وقتي» وذلك بعد إمضاء عقد عمل تدوم مدته سنة فما فوق وفي هذا الاطار يتحتم على المترشحين الاتصال بإدارة التشغيل والتكوين المهني والاستفادة من الاتفاقية الثنائية المبرمجة بين الطرفين التونسي والفرنسي في هذا الصدد مع العلم وأن المنافسة على التمتع بهذه البطاقة قد بلغت أشدها بين تونس والغابون والكنغو والبنين والسينيغال وجزر الموريس وخاصة بعد دخول دول أخرى على الخط مثل مالي والفيليبين وهايتي على خط المفاوضات مع السلطات الفرنسية، وبالإضافة إلى بطاقتي «أجير» و«عامل وقتي» يمكن للتونسيين أصحاب المؤسسات والشركات المنتصبة بالخارج التمتع ببطاقة «أجير في مهمة» ومدتها ثلاث سنوات قابلة للتجديد.. كما يمكن للإطارات والموظفين رفيعي المستوى المنتدبين من قبل مؤسسات فرنسية التمتع بالبطاقة ذاتها واصطحاب أفراد عائلاتهم معهم دون أية تعقيدات إدارية. ومن جهة أخرى يمكن للراغبين في الهجرة التقدم بمطلب تأشيرة تحت عنوان «عامل موسمي» شرط الاستظهار بالوثائق المنصوص عليها. حصة تونس من عقود العمل في فرنسا تناهز 100 ألف عقد وتجدر الإشارة في نفس الإطار إلى أن بلادنا تتمتع بحصة سنوية تناهز ال100 ألف عقد عمل «شاب مهني» وفق الاتفاقية المبرمة مع الطرف الفرنسي، ويمكن لطالبي الشغل من بين الشبان التونسيين المحرزين على شهادات علمية أو مهنية أو الذين تتوفر لديهم تجربة مهنية وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة تدعيم معارفهم وتطوير آفاقهم المهنية واكتساب تجربة لأول مرة بفرنسا لدى مؤسسة ذات صبغة صحية أو اجتماعية أو فلاحية أو صناعية أو تجارية وذلك وفق الشروط التي يضبطها اتفاق تبادل الشبان المهنيين بين الدولتين دون التقيد بمقتضيات سوق الشغل الخاصة بالمهنة المعنية بفرنسا. هكذا تتحصلون على عقود شغل ويتعين على كل من يرغب في العمل بفرنسا وفق شروط هذا الاتفاق البحث بصفة منفردة عن مؤسسة منتصبة بفرنسا وإمضاء عقد عمل «شاب مهني» معها على أن تتراوح مدته بين ثلاثة أشهر وسنة مع إمكانية التمديد شرط أن لا تتجاوز المدة القصوى للعقد 18 شهرا علما وأن المعني بالأمر مطالب بالالتزام بالعودة إلى أرض الوطن بمجرد انتهاء مدة العقد، وفي صورة توفق الشاب المتعاقد في الحصول على وعد بالانتداب من طرف مؤسسة منتصبة بفرنسا (مهما كانت جنسيتها) يمكنه الاتصال بمصالح مكتب الهجرة واليد العاملة الأجنبية بوزارة التشغيل والإدماج المهني للشباب (التونسية) قصد تسليمه نماذج من الوثائق الرسمية المكونة للملف. ويمكن سحب الوثائق من الأنترنات على الموقع: www.info.emploi.tn أو على الموقع : www.anaem.soual.fr الوثائق وطريقة البحث وعلى كل مترشح لنيل عقد عمل بصيغة «شاب مهني» الاستظهار بالوثائق التالية : أربعة نماذج من عقد شغل شاب مهني وجذاذة ترشح والتزام بالعودة بعد انقضاء مدة العقد والتزام من قبل المؤسسة لدفع المستحقات المالية لديوان الهجرة الفرنسي ونسخة من جواز السفر ونسخ من الشهادات العلمية والعمل مترجمة إلى اللغة الفرنسية، وتجدر الإشارة إلى أن سبل الحصول على عقد شغل في هذا الإطار تتلخص في الصيغ التالية: البحث عن عروض الشغل في مواقع الواب الفرنسية والاتصال بالمؤسسات المنتصبة بفرنسا عبر المراسلة الالكترونية والعادية.. أو البحث عن طريق أحد أفراد الجالية التونسية المقيمة بفرنسا أو البحث عن طريق المؤسسات الفرنسية التي لها فروع بتونس