I يحكى في قديم الزمان * عن طرفة البلدان * قرية لها عظيم الشان * يسكنها كبار الانس وازلام الجان * والقرية جزيرة تحملها باخرة نفّاثة * ويقودها رؤساء ثلاثة * كلهم مدين للشيخ العفريت * الذي استأثر لوحده بلعبة الكبريت * هذه القرية غريبة الاطوار * وفيها ما لم يعهده احد من الخنّار * ولهم فيها كل الاخلاق الحميدة * على شاكلة الحيوانات العديدة * فقادة هذه القرية الضّحوك * لهم خلال وخصال السردوك * وهي التفرفيش والتوعويش * ويؤذن وما يصلّيش * ولهم كذلك اخلاق الحمار * داخل ولا خارج الدّار * وهي الشّهيق والنّهيق * والبول في الطريق * ولهم من الجمل كامل الاوصاف * عرض الاكتاف * وكبر الاخفاف * والبول بالاختلاف *... II بينما كان هذا الجمع الكريم * غاطس في جنة النعيم * جاءتهم رجة أرضية * كادت تأتي على ما تبقى من الشرعية * في قرية ضخمة مجاورة * كانت مهدا للقياصرة والأباطرة * أنقلب النّاس على حكم بني اخوان * وخرجوا في كل ميدان * ثم جاء عم السيسي * وقال لمرسي يزيك ملْ كرسي * فخشي اخوانهم في قريتنا العجيبة * من هذه العدوى الغريبة * وعضوا بالنواجذ على الكراسي * واللي تمسو منهم يقلك آه راسي* الجماعة هنا تصوروا اللي عمّ السيسي * بعد مرسي باش يتلهى بالتبسيسي * والتبسيسي يا سادة يا مادة * وحنا في شهر الماكلة والعبادة * خبزو سخون * والجماعة اللي فيه الكلّ ملّي ربحو المليون* قاموا صاحو الكل: الشرعية، الشرعية * لا تمشي علينا الشهرية * ومعادش نتعداو في التلافز * ونوليو نلقاو برشا صعوبات باش نشريو كيلو كلافز * على خاطر جماعة المعدنوس * ضربو الدزّة وهربو بالفلوس * III تلمّو جماعة التبحبيح * وحتى اللي يحب ساعة ساعة يستبيح * وقالوا لأهل القرية من يمس بالشرعية به نطيح * واللي عندو قوة يذريها في الريح * وينجم من هنا لغدوة يقعد يصيح * ورانا رابحين ولاّ خاسرين * ملْ الكرسي ما ناش قايمين * يا خي ما تحشموشْ تحبّو تقوموا عالشرعية؟* وانتوما كمشة باندية وزبرطعية؟* و نظرا لخطورة الاوضاع * جاء الرؤساء الثلاثة من كل الاصقاع * وعن الشرعية سلوّا من القرية كل انواع الدفاع * وأعدّوا لدعاة اسقاط التأسيسي * كل السواعد المفتولة وتتزعمهم أمي سيسي * وهنا لا بدّ لنا من وقفة تاريخية * نفك بها ألغاز ما استشكل على اذهانكم الرمضانية * فنقول لمن لا يعلم خفايا الأمور * أن أمي سيسي هي ملهمة كتّاب الدستور * IV في زمن أمي سيسي السعيد * وفي سائر الأيام وحتى يوم العيد * كانت أمي سيسي تكنس تكنس ياخي لقات دورو، والدورو يا سادتي الكرام * هو الابن الشرعي لكثير من النواب حتى وان لم يكونوا من الازلام * لذلك تجدنا نعرّفهم فنقول النائب الفلاني بودورو * ونحن لا نريد ان نتدخل في الحياة الخاصة فلكل واحد أمورو * أمي سيسي إذن جمعت ابناء النواب * وتخطت في ذلك كل الصعاب * وجعلت منهم أكداسا أكداسا * وخصصت لكل واحد منهم كراسا كراسا * وهكه الدورو متاع امي سيسي * أثّر على برشة نواب في التبسيسي * ونظرا لتطور الاوضاع المعيشية * وحرصا منهم على حماية الشرعية * جمعوا من المليون اكثر من اثنين * ومن الاعوام اكثر من سنتين * في ذلك اكبر دواء * وسحقا سحقا للحساد الاعداء* V اجتمع نوّاب التبسيسي * واسرعوا الخطى وراء أمي سيسي * وكلهم ثقة في مواجهة جحافل عم سيسي * ونسي الجميع خلافاتهم القديمة * فالتهديد اصبح يضرب رأسا محيط الوليمة * وجمعوا كل انواع السلاح * ونادوا ان حي على الفلاح * هذه الشرعية تستباح * فهلموا هلموا الى النطاح * لأصحاب حلّ التبسيسي * قنابل من صنع أمي سيسي * ولأهل التمرد على الشرعية * ما تيسر من الضربات بالمروحية * وتنادت الرئاسات الثلاث * واتفقت على التوحد ضدّ محاولات الاجتثاث * وحذرت من ضربات الزلزال الارتدادية * ومن كل تطاول على الشرعية فذلك يغضب الشيخ العفريت * المالك لوحده لعلبة الكبريت * VI توقفت امي سيسي عن المسير * وأناخت الناقة والبعير * فتفكرت في حال القوم * وهي بين يقظة ونوم * وقالت هكه اللّمان ولا ّ بلاش * موض انا حياتي كاملة نكنس حتى retraite ما لقيتهاش* ملاحظة: باستثناء امي سيسي كل شخوص هذه المقاومة من محض الخيال * وتشابهها بشخوص الواقع محال * أو على الاقصى مجبود بالحبال * ________________________________________________ المقامة نشرت في جريدة المغرب بتاريخ الاحد 21 جويلية 2013