من المؤكد ان عهد صحافة الورق لم ينتهي بعد وقد لا ينتهي. ففي البدء كانت الكتابة فكان الورق وربما ما سيظل عالقا بالذاكرة الانسانية لقرون عديدة هي تلك المخطوطات التي تحفظ بعناية فائقة في المتاحف والمكتبات المرموقة. بالتوازي مع الصحافة الورقية فرضت الصحافة الالكترونية موقعها بجدارة في المشهد الاعلامي في بلادنا والعالم. أصبحت مواقع الانترنات والمواقع الاجتماعية دافعا وأحيانا مؤشرا للحراك الاجتماعي الواقعي الذي صنع ربيع الشعوب العربية في السنتين الاخيرتين. غير ان الحراك الافتراضي الذي أنتج في أحيان كثيرة الحراك الواقعي ظل في غالبه متحررا من كل القيود في غياب القوانين التي تؤطر عالم الكتابة والصحافة الالكترونية. تقاطر على الصحافة الالكترونية في السنتين الاخيرتين في تونس دخلاء وسماسرة سياسة و رؤوس أموال تشتت غاياتهم وتنوعت ماربهم الا من ارادة خدمة الصحافة الالكترونية بمعناها المهني الصحفي الحقيقي. من هنا تأتي ارادة اطلاق موقع حقائق أون لاين. فنحن لم نأتي من فراغ ولن نلتحق بركب المواقع لنظيف رقما جديدا في قائمة المواقع. نحن نأتي الى عالم المواقع الصحفية المحترفة بخصلتين : اولاها الاحتراف الصحفي ورفض التخندق والاستقطاب السياسوي الذي جعل من بعض المواقع عنوانا للمهاترات السياسية أو واجهة تجارية لمن يدفع أكثر. الفريق الذي تبدأ به حقائق أون لاين فريق صحفي محترف يجمع بين الطموح والخبرة والرغبة في المساهمة في تطوير المشهد الاعلامي ضد صحافة الاثارة والسياسوية و يتمايز عن دخلاء الاعلام الذين استغلوا عدم وجود قوانين منظمة للصحافة الالكترونية من أجل التموقع في هذا الميدان. ليس من باب اعطاء الدروس لاحد ان نضع النقاط على الحروف وان نطالب بان تكون أحد أهم مهام الهيئة العليا المستقلة لاصلاح الاعلام والقطاع السمعي البصري هو ان تضع مقاييس وتطالب بسن قوانين تحفظ المهنة الصحفية في العالم الافتراضي من المتطفلين والدخلاء. لكل هذه الاسباب نسعى بان تحتل حقائق اون لاين ماكنا تحت الشمس في عالم الصحافة الالكترونية المحترفة وان تقوم بدورها الاعلامي بحيادية ونزاهة وفي اطار احترام ميثاق شرف المهنة. وعن خطنا التحريري لمن يسأل فنحن سنكون مساحة للدفاع عن الحريات العامة والخاصة والذود عن نموذج المجتمع المدني المتعدد الذي يجمع كل الوان الطيف التونسي دون اقصاء. شريطة ان يلتزم الجميع بنبذ العنف والالتزام بقيم الجمهورية. هذه روح موقعنا وهذه رؤيتنا التي نسعى لتحقيقها عبر حقائق في قادم الايام والشهور وربما السنوات ان كان في العمر بقية.