في مسيرة دعا اليها المكتب الوطني للمرأة العاملة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل صحبة مكونات المجتمع المدني من جمعيات و منظمات, خرجت مئات النساء و الفتيات جنبا الى جنب مع مناصري حقوق المرأة من الرجال احتفالا باليوم العالمي للمرأة و دلك يوم 9 مارس الجاري. حقائق أون لاين, واكبت المسيرة التي غلب عليها شعار "حرائر تونس " و التقت مجموعة من المتظاهرات و المتظاهرين من شرائح عمرية و فئات اجتماعية مختلفة جمع بينهما هدف واحد هو مساندة حقوق المرأة و حرياتها في يومها العالمي. حاجة, ديمقراطية و يسارية لفتت الحاجة "فريدة قاسم" اهتمام الجميع في المسيرة بثيابها البيضاء الجميلة و حجابها و لغتها الفرنسية المتميزة اضافة الى قوة شخصيتها و مفاخرتها الكبيرة بمكتسباتها.. و صرحت لحقائق أون لاين, أنها ترتدي الحجاب لكونها حاجة و مواضبة على فروضها الدينية و لكن دون أن يكون لذلك علاقة بايديولوجية معينة. و أكدت على كونها رغم تقاعدها مند سنوات , لا تزال تؤمن بوجوب النضال من أجل قيم الديمقراطية و اليسارية دون أن يمس دلك بمعتقدها الديني. و نوهت الحاجة "فريدة" أيضا بالمرأة التونسية التي تعتبرها رائدة في محيطها العربي و بضرورة مواصلتها السير على درب التحرر. نريد المرأة مساوية و ليس مكملة
ليندا التليلي, 16 عاما, تحمل هويتها على قميصها الأبيض..فعليه شعار "حرائر تونس" و صورة الشهيد "شكري بلعيد" كتب عليها "شكون قتلو؟".. ليندا التلميذة بالمستوى الثانوي و الناشطة صلب اتحاد شباب الوطد تطالب رفقة رفاقها بالمساواة التامة بين المرأة و الرجل اضافة الى الكشف عن هوية القاتل الحقيقي لرفيقهم شطري بلعيد و محاسبة كل الاطراف المسؤولة. و هي ترى أن عدم مشاركتها في المسيرة سيكون تواطؤا على مستقبلها و مستقبل قريناتها من فتيات تونس اليافعات .
أنا محجبة و النهضة لا تمثلني أكدت "هندة" , 30 سنة, على أنها تؤمن بوجوب التفرقة بين الدين و الحريات الشخصية التي يجب حمايتها من طرف الدولة. و قالت أنها خرجت في مسيرة "حرائر تونس" لتضع حدا لسوء الفهم الذي انتشر مؤخرا و الذي يصنف كل امرأة محجبة على أنها نهضوية و ضد حقوق المرأة. و أضافت أن على السياسيين عدم توظيف المرأة في مزايداتهم السياسية و في متاجرتهم بالدين ,معتبرة أن تدين كل شخص رجلا كان أو امرأة هو أمر بينه و بين الله و لا دخل فيه للحكومة.
المرأة التونسية ليست مستعدة للتنازل تمثل الناشطة الحقوقية "فوزية الهمامي" مثالا حيا على المرأة التونسية المناضلة. فهي معروفة بنضالاتها ايام الجمر في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس و تشغل اليوم منصب عضو بالهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني. و متحدثة عن خروجها في مسيرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة, بينت " فوزية" أن ذلك أمر أساسي للتأكيد على تشبث النساء التونسيات بحقوقهن و تمسكهن بمكتسباتهن و سعيهن المستمر من أجل تحقيق مكاسب أكثر. و أضافت أن المرأة التونسية لن تخضع لنداءات الردة و الرجعية و لن تقبل بالتنازل عن أي من حقوقها المكتسبة و لا على المساومة بحرياتها.