كشف التقرير الذي أعدته المجموعة العربية لرصد الاعلام حول رصد خطابات الحقد والكراهية في الإعلام التونسي في الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى شهر مارس 2013، أن المادة الإعلامية التي تهتم بالمسائل الحزبية والدين والمؤسسات الانتقالية تحتكر مابين 58 و70% من خطابات العنف والكراهية في المشهد الإعلامي المكتوب والمسموع والمرئي. وأبرز التقرير الذي اعتمد في عينته على 18 وسيلة إعلامية موزعة بين 4 محطات تلفزية و5 إذاعات و9 صحف يومية وأسبوعية، مسؤولية السياسيين في إنتاج هذا النوع من الخطابات، حيث ثبت أن 59.52% من رسائل العنف الموجهة عبر المحطات التلفزية صدرت عن سياسيين من حركة النهضة وحزب الوطد حسب ما جاء في نص التقرير. ويحتل الصحفيون المرتبة الأولى في صناعات الخطابات السلبية بنسبة 56.60% في الإذاعات وب60% في الصحافة المكتوبة وخاصة في مقالات الرأي حسب التقرير، إلى جانب أكثر من 13% من الخطابات التي تدعو للعنف والقتل خاصة في الصحف اليومية. وأعطى أن الرصد الكمي والكيفي لخطابات الكراهية والعنف مؤشرات فعلية لأزمة مهنية لوسائل الاعلام بعضها متعلق بالبنية الاقتصادية للمؤسسات وبعضها الآخر يتعلق بسيطرة بعض رجال الأعمال على الحقل الاعلامي، كما تظهر مؤشرات أزمة المهنية المتمثلة في ضعف أدوات الضبط المهني من مجالس لأخلاقيات المهنة وتقنيات يصنعها المجتمع لتفادي انهيار الخطاب الاعلامي وانزلاقه في الدعاية وإنتاج ثقافة سلبية. كما دعت المجموعة العربية لرصد الاعلام في خاتمة تقريرها إلى فتح نقاش مدني وحقوقي ومهني حول مخاطر إنتاج ثقافة الكراهية في وسائل الاعلام، معتبرة أنها ثقافة تهدد بنسف الانتقال الديمقراطي مع التأكيد على أهمية تجنّد الصحفيين للدفاع عن شرف المهنة وتغيير مضامين الخطاب مع ضرورة تشكيل مجلس لأخلاقيا مهنة الصحافة.