أكد رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي ان شعور التونسيين بالانتماء إلى إفريقيا يجب أن يأخذ المكانة التي يستحقها مشيراً إلى انه يضحك كلّما سمع تونسياً يقول عند سفره إلى إحدى دول جنوب الصحراء بأنه ذاهب لإفريقيا ومعتبراً ان هذا الكلام يعبّر عن عمق جهل التونسيين بأنهم يمثلون أول الأفارقة. وأوضح المرزوقي في كلمة خلال موكب الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا اليوم الاثنين 26 ماي 2014، ان هذا الخلط يدلّ على صعوبة الهوية التونسية المركّبة مبيناً ان هذه التركيبة تجعل منهم عرباً مسلمين ومتوسطيين وفي والوقت نفسه جزءاً لا يتجزأ من إفريقيا. وأضاف ان هذا الانتماء الثالث لم يقع استيعابه بعد في الهوية التونسية داعياً التونسيين إلى استبطان الفضاء الإفريقي وأن يعتبروا نفسهم اليوم أفارقة أكثر من أي وقت مضى. وأردف رئيس الجمهورية بالقول ان تونس محظوظة جداً لوجدها في تقاطع 3 فضاءات، وهي الفضاء الأورو-متوسطي، الفضاء العربي الاسلامي والفضاء الافريقي كونها تساهم في إثراء البلاد كما تفتح علاقات مع شعوب وأمم وتنسج روابط ترتكز عليها الثروة المادية والمعنوية والرمزية والأخلاقية، على حدّ تعبيره. ومن جهة أخرى، أكد المنصف المرزوقي ان تونس لا تريد ان تكون جزءاً من مخطط الاستيلاء على إفريقيا الأرض التي تعد بالكثير من الأرباح أو على أراضيها الزراعية وخيراتها لافتاً النظر إلى ان تونس تسعى إلى بناء علاقات مبينة على التعاون والتحابب والمصالح المشتركة مع دول جنوب الصحراء. وشدد على ان إفريقيا ليست غنيمة للقسمة ولكنها مشروع حضاري وإنساني ومشروع شعوب تنتمي إلى تيارات وثقافات مختلفة إلا أنها تعمل معاً، حسب قوله. وقال رئيس الجمهورية انه سيشارك في القمة الافريقية المقبلة ليجدد التزام تونس بإفريقيا وتقدمها وعظمتها وبكلّ ما من شأنه ان يخدم المصالح المشتركة بين شعوبها مؤكداً ان همه الأول والأخير هو تنمية هذه القارة ورفعة الإنسان في هذه القارة.