أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي انه لا يوجد خلاف شخصي بينه وبين الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بل ان الاختلاف بينهما يكمن في الرؤية السياسية وفي الاجتهاد. وأوضح الغنوشي في حوار مع مجلّة "لوداس" انه يؤمن بالدولة الديمقراطية وينتمي إلى مرحلة التعددية في حين ان بورقيبة يؤمن بدولة الحزب الواحد والقائد الواحد والانتخابات المزورة والأخبار الموجهة، مضيفاً ان الزعيم الراحل كان قاسياً مع الإسلاميين أكثر من بقية معارضيه لاعتقاده بأنهم يشكلون خطراً على مكتسبات الحداثة. وتابع قائلاً ان اضطهاده للإسلاميين ازداد عندما تراجعت شرعيته وان بعضاً من المحيطين به استغلوا هذا الوضع للإطاحة به وان بن علي كان يحتاج إلى أوضاع غير مستقرة ليحقق انقلابه. وفي ما يتعلق بإمكانية حصول النهضة على أقل من 50% من الأصوات في الانتخابات المقبلة، قال راشد الغنوشي ان حزبه لا يتخوف من هذه الإمكانية مشدداً على إيمانه بأن الديمقراطية تفترض التناوب على السلطة لا البقاء فيها. وأكد ان ما يهمّ هو ان لا يكون مصير أبناء الحزب السجن بعد خروجهم من السلطة وإنما الذهاب إلى المعارضة مشيراً إلى ان النهضة أثبتت مؤخراً انها تؤمن بالتناوب على عكس ما يدعيه البعض. على صعيد آخر، شدد راشد الغنوشي على ان الوضع في تونس ليس كارثياً مقارنة بدول أخرى على غرار إيطاليا وإسبانيا مبيناً انه من أسباب البطالة نظام التعليم الذي أرساه بن علي حيث تمّ إهمال التكوين المهني وموضحاً ان إصلاح هذا الأمر يحتاج إلى حكومة ناتجة عن انتخابات وليس حكومة مؤقتة. وبخصوص تعارض سياسة الحكومة الخارجية مع سياسة رئاسة الجمهورية، أبرز رئيس حركة النهضة ان هذا التعارض سببه إصرار بقية الأحزاب على رفض النظام البرلماني قائلاً انه لو تمّ الاستماع إليها لكان رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي يتمتع بصلاحيات بن علي الواسعة. وأضاف الغنوشي ان الوصول إلى هذه الحالة من التباين سببه الخلط بين النظامين البرلماني والرئاسي ولا دخل للمرزوقي في هذا الأمر.