أكّد عضو مجلس شورى النهضة أحمد قعلول في تصريح لحقائق أون لاين،اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2014،أنّ أسباب تأجيل الاعلان عن الموقف النهائي للحركة في علاقة بالانتخابات الرئاسية لا تعزى إلى الرغبة في التشويق والتمطيط كما ذهب إلى ذلك البعض في تحاليلهم، مشيرا إلى أنّ حزبه آثر التريّث من أجل التشاور مع الجهات السياسية والأحزاب الصديقة على حدّ تعبيره. وقال إنّ النهضة تسعى إلى الوصول للتوافق الذي كانت قد دعت اليه قبل الانتخابات الرئاسية باعتبار أنّ مصلحة البلاد تقتضي ذلك، مشدّدا على أنّ الحركة لا تنفي خشيتها من امكانية فوز مرشح من المحسوبين على حركة نداء تونس وهو ما يعني التمكّن من الاستفراد بالرئاسات الثلاث حسب تقديره. واعتبر أنّ الباجي قائد السبسي ليس المرشح الوحيد لنداء تونس في ظلّ وجود مرشحين آخرين محسوبين على الحركة الفائزة بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية(85 مقعدا من اجمالي 217)، وفق رأيه. وكان مجلس شورى النهضة قد أصدر أمس الاثنين بيانا أكّد فيه تمسكه بمنهج الحوار والتوافق الذي ساهم في حماية البلاد وتجربتها من التجاذبات والمخاطر ومنها خاصة الهيمنة وعودة حكم الحزب الواحد. وذكّر المجلس في بيانه بمبادرة الحركة من أجل مرشح رئاسي توافقي يجنب البلاد الهزات والانقسام داعيا الفرقاء السياسيين الى التوافق في أقرب وقت ممكن على مرشح يستجيب الى متطلبات المرحلة وتحدياتها الكبيرة. هذا وأوضح أحمد قعلول أنّ النهضة من حيث المبدأ منفتحة على كلّ الأحزاب لكنّها في المقابل ومن ذات المنطق ترفض أيّ خيار من شأنه أن يفرز الهيمنة والاستفراد بالحكم والسيطرة الأحادية على مؤسسات الدولة من طرف حزب سياسي واحد. وأضاف عضو شورى النهضة أنّ حزبه يرى أنّ النصوص القانونية والدستورية غير كافية لضمان التوازن و الحيلولة دون تغوّل طرف سياسي واحد، مبرزا أنّ أوضاع البلاد التي تعيش على وقع مرحلة انتقال ديمقراطي مازالت هشّة بالنظر إلى أنّ السياق محفوف بالمخاطر التي قد تكون مقدمة للارتداد. وأفاد انّ امكانية دعم مرشح من القوى الديمقراطية ليكون منافسا جديا للسبسي يبقى أحد الخيارات الممكنة. كما أنّ فرضية انتهاج طريق الحياد من خلال ترك الحرية لأبناء وأنصار النهضة في الاختيار سيكون أحد الخيارات المطروحة على طاولة النقاشات بالنسبة لشورى النهضة أحد سلطة تقريرية في الحركة بعد المؤتمر العام. وتابع قعلول حديثه بالاشارة إلى انّ النهضة من الناحية المبدئية لن تنقلب على الشعارات التي ترفعها في خطابها وبيانها من حيث رفض هيمنة طرف واحد على مؤسسات الدولة والدفاع عن الحرية وأهداف الثورة مؤكدا أنّه رغم ذلك فإنّ الخيارات تبقى مفتوحة وقابلة للتشاور صلب مؤسسات الحركة التي تموقعت في الانتخابات التشريعية كثاني قوّة سياسية برصيد 69 مقعدا في مجلس نواب الشعب القادم. على صعيد آخر،وردّا عن سؤالنا حول مدى تأثير اختيارات النهضة على نتائجها في الانتخابات التشريعية بعد استقطاب وجوه لا تنتمي اليها تنظيميا مقابل تهميش بعض القيادات التاريخية والجهوية الناشطة صلب الحزب،أجاب قعلول بالقول إنّ حزبه يعتبر نفسه قد حقّق مكسبا جديدا من خلال توسيع قاعدته الانتخابية بالانفتاح على كفاءات وطنية مشددّا على أنّ العملية تمت وفق الأطر الديمقراطية القانونية الشفّافة،نافيا أن تكون الحركة قد تنكّرت لنضالات عدد من أبنائها. حريّ بالاشارة إلى ان النهضة أعلنت عن كونها ستحسم بصفة رسمية في موقفها من امكانية دعم مرشح في السباق الرئاسي نهاية الأسبوع الجاري.