رجّح الباحث والاعلامي منذر بالضيافي ، في تصريحات خصّ بها حقائق أون لاين اليوم الخميس، أنّ يكون الرئيس السابق لحركة نداء تونس الباجي قائد السبسي هو الطرف الحاسم في اتخاذ قرار يقضي باعطاء الضوء الأخضر لتشريك حركة النهضة في حكومة الحبيب الصيد بأيّ شكل من الأشكال.وقال بالضيافي إنّه وعلى الرغم من الخلافات التي تعيش على وقعها الكتلة البرلمانية للنداء فإنّ التيار الأغلبي صلبها سيدفع نحو هذا الخيار ولا سيما النواب الذين لديهم خلفية دستورية وتجمعية. وقد دعّم تحليله بالاشارة إلى الرسالة المشفّرة التي بعث بها السبسي أمس الأربعاء في خطابه إلى الفرقاء السياسيين وعلى رأسهم حركة النهضة حينما دعا إلى إسناد الشرعية الانتخابية بالمشروعية التوافقية. كما أفاد محدثنا أنّ هناك من النوّاب الندائيين من يخيّر التفاوض مع النهضة على حساب الجبهة الشعبية ، مؤكدا أنّه من الأقرب أن يحسم السبسي الأمر انطلاقا من تجربته وثقافته المتجذّرة التي تستوعب اكراهات السياسة في ظلّ التوازنات الحالية التي أفرزتها صناديق الاقتراع حيث لم يتمكن حزبه من الفوز بالأغلبية المريحة(86 مقعدا من اجمالي 217). واعتبر أنّ حركة نداء تونس ستكون إزاء امتحان صعب يتعلّق بوحدتها التنظيمية في حال الموافقة على مشاركة النهضة في الحكومة، مضيفا أنّ هناك مشاكل داخلية صلب هذا الحزب مرتبطة باغراءات السلطة بعد تحوّله من المعارضة إلى الحكم.وشبّه الصراعات الدائرة داخل العائلة الندائية بأرخبيل جزر توزعت بين قصر قرطاج والبحيرة وباردو.واستغرب الباحث في الشأن السياسي تواصل حالة التململ والانتظارية المشوبة بالخوف والترقب والضبابية من قبل نداء تونس الذي كان يفترض أن يسرّع نسق تشكيل الحكومة ويعدّ خارطة طريق واضحة المعالم من أجل تجنّب اهدار الوقت. ويرى بالضيافي أنّه لابدّ من تكوين فريق حكومي على قاعدة الكفاءة وليس المحاصصة بغية عدم تكرار تجربة الترويكا مشيرا إلى أنّ حركة النهضة بأيّ حال من الأحوال هي موجودة في الحكم بفضل وزن ثقل كتلتها في البرلمان(69 نائبا). وقال بالضيافي إنّه لمن الغريب أن تبقى الأوضاع العامة في البلاد على ما هي عليه دون الحسم في مسائل مصيرية تحتاج إلى قرار شجاع لاغير متسائلا كيف يسمح النداء لنفسه بعدم اعداد تصوّر واضح لتسيير دواليب الحكم بعد مرور أكثر من شهرين عن تاريخ الانتخابات التشريعية التي منحته الأولوية لتكوين فريق حكومي. وانتقد تضارب تصريحات بعض الندائيين مع الواقع وفي مقدمتهم رئيس الحزب السابق الباجي قائد السبسي الذي شدّد قبل الانتخابات على أنّ النداء بامكانه تشكيل 3 أو 4 حكومات في حين عجز إلى حدّ الآن عن تكوين ولو ربع حكومة من شأنها قيادة البلاد في ظرف صعب يهدّده الانزلاق في أتون الفوضى خاصة بعد بروز ما أسماها محدثنا "انتفاضة النقابات" والتي تُبرز تنامي الاحتجاجات الاجتماعية والدخول في حالة من الشلل الذي أصاب بعض القطاعات. وحول رأيه الشخصي في الموضع الأنسب لحركة النهضة في المشهد السياسي المقبل، قال بالضيافي إنّه من الأفضل لحركة النهضة أن تختار صفّ المعارضة حتّى تكون على محك الاختبار بخصوص مدى امكانية قبولها بقوانين اللعبة الديمقراطية و انخراطها في العملية السياسية كحزب مدني سلمي بعد الفشل في تجربة الحكم. ويؤكد محدّثنا أنّه لا بدّ من مساندة النهضة للحكومة دون الحضور فيها بمعنى أن تقترح أسماء لا تضع فيتو عليهم أو يكونون من القريبين منها. على صعيد آخر،أعرب بالضيافي عن استغرابه ممّا اعتبره غيابا للحياء السياسي لدى بعض الأحزاب التي لا تملك تمثيلية نيابية في حين تسعى لفرض شروط للمشاركة في الحكومة. هذا وقد ختم منذر بالضيافي حديثه بالتأكيد على ضرورة التعجيل بتشكيل الحكومة التي يجب أن تحظى بثقة حركة النهضة في اطار مراعاة التوازنات التي فرضتها الارادة الشعبية للناخبين.