أكّد الكاتب شكري مبخوت أنّ اختيار روايته المعنونة ب"الطلياني" ضمن القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية 2015 يعدّ تتويجا من الناحية الرمزية يتجاوز شخصه المتواضع، وفق تعبيره. وقال مبخوت في تصريحات خصّ بها حقائق أون لاين اليوم الجمعة،بعد إعلان لجنة المحكّمين على هامش المعرض الدولي للكتاب والنشر المقام في الدارالبيضاء عن اختيار باكورة أعماله الروائية ضمن الروايات الستّ المتنافسة على جائزة البوكر الأدبية ذائعة الصيت،إنّ هذا التتويج فردي لا جدال فيه لكنّه في الآن ذاته يتجاوز شخصه المتواضع إلى محاولات لروائيين تونسيين لهم نصّ سردي متميّز قابل للمنافسة لفرض الوجود في المشهد العربي. ويرى مبخوت أنّ من بين مميزات نصّه المرشح للحصول على الجائزة الكبرى هو حضور الثقافة التونسية في متن الرواية التي تعبّر عن خصوصية محلّية لها عمق إنساني لا يخفى عن قارئها. ويضيف محدثنا أنّ تتويج "الطلياني" من شأنه أن يعطي صورة أكثر إشعاعا للسرد التونسي مؤكدا أنّ بلوغ روايته للمرحلة النهائية من جائزة البوكر سيساهم في لفت انتباه القرّاء والمنتقدين وحتّى المشككين إلى الاقبال و الاطلاع عليها لا سيما وهي التي مازالت حسب تقديره لم تقرأ بالحجم الكافي رغم نفاد الطبعة الأولى من الكتاب. وشدّد الكاتب على أنّ نهر الأدب والثقافة في تونس ممتلئ بتجارب ومياه متدفقة مما يجعل من روايته الطلياني تكون بمثابة القطرة من هذا النهر. وبيّن أنّ الوهن الذي أصاب المؤسسة الأدبية في تونس مردّه غياب التقاليد مبرزا أنّ الأدباء هم الذين يصنعون ربيع الثقافة. كما اعتبر أنّ التتويج الذي حصدته روايته سيزيده مسؤولية من أجل أن يكتب ماهو أفضل مفيدا بأنّ الجزء الثاني من "الطلياني" والذي سيغطّي سيرورة أحداثها من الناحية الكرونولوجية فترة تسعينات القرن المنصرم بتونس بات تقريبا جاهزا إذ من المنتظر أن ينشر قريبا. وحول مدى مساهمة مسيرته الأكاديمية كمدرّس وباحث وناقد في صنع هذا التتويج،قال مبخوت بنبرة الممازحة إنّ صفته كجامعي أضحت كاللعنة معتبرا أنّ الجامعة ليست هي التي تصنع الأدب. وأضاف أنّه لا يؤمن بأنّ الجامعة هي التي تجعل الناس يقبلون على قراءة الكتب فهي حسب رأيه لا يمكن أن تعوّض الحياة الثقافية. وقد وصف شكري مبخوت المشهد الثقافي الحالي بالفقير والمحدود لافتا إلى أنّ الحياة الثقافية والفضاء العام هو الذي يجب أن يكون الوعاء الحاضن لصياغة تطوّر ثقافي. وبخصوص دور الإعلام في تفعيل إرادة التغيير والتطوير صلب المشهد الثقافي،شدّد مبخوت على أنّ الصحافة لها دور رئيسي ومركزي في إدارة النقاشات البنّاءة حول القضايا الفكرية والفنيّة والجمالية والثقافية. هذا وقد بيّن أنّ مساهمة الإعلام في خلق حراك ثقافي وجدل فكري غير عقيم مازالت محدودة في تونس اليوم. ويذكر أنّ وصول رواية "الطلياني" للمرحلة الأخيرة من المنافسة على جائزة البوكر الأدبية كان بعد طورين من التحكيم والتقييم،شملا 180رواية صدرت العام الماضي لروائيين من 15 بلدا عربيا. ولم يسبق لروائي تونسي أن فاز بهذه الجائزة الغرّاء رغم تمكّن الحبيب السالمي( في مرتين 2009 و 2012) وحسين الواد( في 2013) من دخول القائمة القصيرة.