انقسمت كتيبة عقبة بن نافع، التي تعدّ الكتيبة الأمّ لبقية الجماعات الارهابية بالبلاد، الى شقّين اثنين: شقّ يدافع عن مشروع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بتونس وشقّ آخر أعلن انسلاخه عن القاعدة وجاهر برغبته في الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أو ما يعرف ب"داعش". حيث يتراوح عدد عناصر كلّ شقّ بين 35 و40 عنصرا. وبيّنت صحيفة آخر خبر الصادرة اليوم الثلاثاء 14 أفريل 2015، أنّ المجموعة التي بايعت "داعش" يترأّسها أبو حذيفة الجزائري. وينحدر أغلب التونسيين المنتمين اليها من ولايات القصرين وجندوبة والكاف والعاصمة، اضافة الى عدد من حاملي الجنسية الجزائرية. وقد بايعت هذه المجموعة أبا بكر البغدادي (خليفة تنظيم داعش المزعوم) عن طريق أبي بكر الحكيم الموجود حاليا بسوريا. وتعدّ هذه المجموعة المنشقة عن تنظيم القاعدة النواة الأولى لتنظيم الدولة الاسلامية بجبل الشعانبي، غير أنّها تكبّدت خسائر كبرى منذ نشأتها نتيجة الضربات الأمنية والعسكرية المتتالية. ووفقا للصحيفة، فان تسارع وتيرة الانشقاقات داخل كتيبة عقبة بن نافع وتآكل نواتها الصلبة خاصة اثر مقتل قائدها العسكري في عملية سيدي عيش، يمثّلان عاملين أساسيين لترجيح كفّة ذوبان الكتيبة المذكورة في ما يعرف ب"جماعة جند الخلافة بتوسن" والتي تعتبر نقطة الوصل بين تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية بتونس وتلعب دور الوسيط بينهما. وقد كانت "جماعة جند الخلافة بتونس" بمثابة البوّابة الرئيسية التي تسرّب منها الدواعش الى تونس، حيث لعبت الجماعة دورا هامّا في احتواء المنشقّين عن كتيبة عقبة بن نافع والراغبين في الالتحاق بتنظيم الدولة الاسلامية، حسب المصدر نفسه. وأكّدت الصحيفة على أنّه لم يتبقّ من الارهابيين المتمركزين بالجبال التونسية العدد الكثير، فقد أضحوا لا يتجاوزون ال120 عنصرا أغلبهم من حاملي الجنسية الجزائرية.