عززت الجزائر، بعد العملية الأمنية التي خاضها الجيش منذ أسبوعين في منطقة البويرة، تنسيقها الأمني والاستخباراتي مع تونس، من خلال تبادل لوائح الإرهابيين، وتشديد الرقابة على الحدود وبمطارات البلدين، حيث صار تنظيم "داعش"، أكثر من أي وقت مضى، يشكل تهديدا أخطر بعد استئساده في ليبيا واحتلاله محافظة سرت بالكامل وسيطرته على مواقع نفطية هامة. وكشف مصدر عليم لصحيفة الخبر الجزائرية الصادرة اليوم الثلاثاء 02 جوان 2015، أن مصالح مكافحة الإرهاب بالجزائر، حذرت تونس وبعض الدول التي يتم معها التنسيق الاستخباراتي، من مخطط اعتداءات يحضر له تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تزامنا مع ذكرى تأسيسه، وذلك من خلال تنقلات منتمين لهذا التنظيم بجوازات سفر مزورة. وقد تداولت، مؤخرا، بعض وسائل الإعلام التونسية أن المؤسسة العسكرية تتجه للتحضير لإجراءات استثنائية لحماية التجمعات والقرى القريبة من الحدود الليبية، بالنظر إلى "مؤشرات بشأن احتمال فشل الحوار الليبي، في انتظار احتضان مصر قمة ثلاثية تضم الجزائر وإيطاليا حول الملف الليبي". وأمام هذه الوضعية، تسلمت تونس من السلطات الأمنية الجزائرية قائمة اسمية بأكثر من 4500 عنصر من تنظيم "داعش"، أعطيت لهم مهمة تحضير اعتداءات مسلحة لضرب استقرار دول المغرب العربي. وينتمي هؤلاء إلى عدة دول منها تونسوالجزائر، وتضمنت التحذيرات الأمنية استخدام المنتمين ل"داعش" جوازات سفر مزيفة، وذلك من خلال الحصول على معلومات دقيقة محتواة في أكثر من 3 آلاف حاسوب شخصي، تثبت أن العناصر المسلحة من التنظيمات الإرهابية "داعش" و"المرابطون" و"القاعدة في المغرب الإسلامي" و"أنصار الشريعة"، والتي طورت من أسلوب التنقل وعمليات التمويه، باستعمال جوازات متعددة الجنسيات والمشاركة في رحلات سياحية بحرية منظمة في مجموعات، للتمويه وتسهيل الاختراق والعبور نحو الدول المستهدفة. وتفيد المعلومات بشأن التنسيق الأمني بين الجزائروتونس، بانخراط 1000 مقاتل جديد من دول المغرب العربي في تنظيم "داعش"، وتحولت ليبيا إلى أكبر قطب يستقطب المقاتلين بشكل واسع في الفترة الأخيرة من دول تونس ومصر وفرنسا ومالي والنيجر، كما تشير مصادر إعلامية إلى تحول ليبيا وسوريا والعراق إلى مراكز تدريبية ومدارس لهؤلاء الإرهابيين، وأن فرنساوتونسوالجزائر تعد الأهداف الأولى لهذه التحركات والتحضيرات الداعشية بمناسبة ذكرى تأسيس التنظيم، بعد التدرب في سوريا وليبيا والعراق على كيفية صناعة المتفجرات ومختلف أساليب القتال وتنفيذ الهجمات الإرهابية في أهداف تثبت لها تواجدا في الإعلام الدولي. يُذكر أن الجيش الجزائري خاض أكبر عملية أمنية منذ التسعينيات، عندما قضى على 25 إرهابيا بالبويرة قبل أسبوعين، من بينهم أمير “جند الخلافة” الذي عوض عبد المالك ڤوري.