عبّرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري عن استنكارها لتدخل المجلس الإسلامي الأعلى في برامج الإذاعة التونسية وذلك على خلفية مراسلة وجهها المجلس إلى إدارة الإذاعة وطالب فيها بإيقاف برنامج للمفكر يوسف الصديق. وأضافت الهيئة، في بيان لها اليوم الجمعة، انها هي مرجع النظر الأساسي في ما يتعلق بتعديل المضامين الإعلامية وإذا كان ثمة ملاحظات فإنه من الأحرى التوجه بها إليها. وشددت على ان المؤسسة الإعلامية العمومية تتمتع باستقلالية تامة في تحديد برامجها وطرق تناول مضامينها وتتم مساءلتها من خلال القواعد المهنية والأخلاقية المتعارف عليها ومن غير المسموح إصدار تعليمات من أي جهة كانت حتى ولو وردت في شكل نصائح. وأكدت الهيئة رفضها أسلوب الترهيب الفكري الذي طبع مراسلة المجلس الإسلامي الأعلى حيث تمّ ذكر اسم المفكر يوسف الصديق في سياق الحديث عن "محرفي معاني القرآن الكريم"، كما تمّ إدارج اسمه في دائرة أسماء سبق أن هدر دمها من قبل متطرفين ورصدت جوائز مالية لتصفيتهم. ولفتت انتباه رئاسة الحكومة لخطورة مثل هذه المواقف الصادرة عن مؤسسة تعود لها بالنظر حيث تضمنت المراسلة تحريضاً صريحاً ضدّ المفكر يوسف الصديق وهو ما قد يعرّض حياته للخطر في ظل ظروف أمنية حرجة. وعبّرت عن مساندتها لمؤسسة الإذاعة التونسية داعية إياها إلى مزيد التمسك باستقلاليتها في صياغة برامجها وحريتها في اختيار المتعاونين معها طالما تمّ ذلك وفق معايير واضحة وشفافة ومسؤولة في كنف احترام مستلزمات المهنة من قواعد وأخلاقيات. وأكد مجلس الهيئة تضامنه المطلق مع المفكرين والمثقفين التونسيين وضرورة الاعتراف بدورهم المحوري في ترسيخ مبادئ الفكر النقدي ومقارعة الخطابات المتطرفة الساعية إلى احتكار سلطة التأويل.