حين تأتِين.. تأتين على مهَلٍ.. أو ربّما على عَجلٍ.. وفي كل الأحوال .. حين تأتين.. يُثير عبيرك المتناثر هنا وهناك.. غِيرة الوردة.. وغِيرة الرحيقِ!
وتسافر عيون الرسّام والشاعر والفيلسوف.. وتُحلّق عاليا وبعيدا حين تحضرين.. وكيف لا تُحلّق .. وقوامك الأمازيغي المحْفوف باللؤلئ هو في حدّ ذاته.. مشهد استيطيقِي!
نصمت يا سيدتي ونخشع إجلالاً وتلذذا حين تخاطبيننا وكيف لا نخشع .. وصوتك يا وردة الأماني.. ألحانٌ وأغاني.. لم يؤلفها بعدُ الموسيقِي!
أمّا يداك فواحتا عطرٍ ونورٍ وأشياء أخرى .. يداك يا حلوة البراري من فرط طهارتهما.. تُغنينا مصافحتهما حتى عن الوضوء.. وعن الإبريقِ !
تأتين على عجلٍ أو على مهل.. وفي كل حضور أنت وحدك.. من يرقص لها القلب.. وتصمت معها لغة الكلام.. أنت وحدك من تُوقِد في سمائنا.. قناديل البريقِ!
فلا تغيبي مُجدّدا سيدتي.. فأشواقنا بلغت مداها.. وإرتفع صداها.. أشواقنا يا مها.. أشعلت في صدرنا.. ألسنة الحريقِ!
في إنتظارك قريبا.. في انتظار القهوة معك.. فالقهوة معك تحلو حتّى من غير سكُّرٍ.. حين تشربين منها قليلا ثم تمنحينيها وتقولين: ما الحاجة للسُّكّر.. وقد لامس الفنجان ريقِي! إشْرَبْها إشربها إنها حلوة حلوة.. فأنا يا رفيقي.. مها البربرية لا يحتاج الناس برفقتي لا إلى السُّكّر أو إلى النور فحضوري وحده يكفي لِيُحَلِّي الآفاق.. ولِيُضيء كلّ الطريقِ! * حلقة خاصة مُهداة إلى زهرة البراري المهاجرة الرفيقة مها الجويني