يعكف العلماء على "تطوير روبوتًا آليًا متناهي الصغر يشبه إلى حد كبير أحد المخلوقات البحرية اللافقارية المخيفة يمكن أن يسبح داخل الجسم البشري للمساعدة في تشخيص الأمراض"، ويقوم فريق من العلماء في جامعة نيوكاسل بتكوين "هذا الروبوت علي هيئة سمكة اللامبراي اللافقارية التي لا فك لها، مع تزويدها بنظام خلايا عصبية بسيط". وقد أطلق العلماء على هذا المخلوق الآلي الصغير جدًا "اسم سايبربلازم، وهو يتكون من نظام خلايا عصبية إلكترونية، كما أنه مزود بعين وأنف تتمتعان بقدرة على الحس والاستشعار، ويدخل في تركيبهما خلايا بشرية حية، إضافة إلى عضلات صناعية تحركها طاقة مستمدة من الغلوكوز". ومن بين وظائف هذا المخلوق بأدواته الاستشعارية الانتباه والتعرف على أي محفزات خارجية مثل المواد الكيميائية، والتي تتحول إلى إشارات إلكترونية يتم إرسالها إلى مخ المخلوق الآلي المزود برقائق صغيرة مايكروشيبس متطورة". ويقوم مخ المخلوق الآلي بإرسال "رسائل إلكترونية إلى العضلات الصناعية يشرح لها كيفية الانقباض والانبساط حتى يتمكن الجهاز الروبوت من السباحة والإبحار داخل الجسم البشري بطريقة آمنة تعتمد على الحركة في تماوج". ويبلغ طول هذ الجهاز واحد سنتيمتر، إلا أن النماذج المستقبلية منه يمكن أن يبلغ طولها إلى أقل من واحد ميلليمتر، أو الاستعانة بتكنولوجيا النانو. ويأمل فريق العلماء في أن يتمكن "جهاز السايبربلازم يومًا ما، من السباحة داخل الجسم البشري، بلا صعوبة تُذكر، من أجل تشخيص مجموعة معينة من الأمراض". ويؤكد خبير الهندسة الحيوية في جامعة نيوكاسل الدكتور دانييل فرانكل، أنه "لا شيء يفوق القدرة الطبيعية لكائن ومخلوق حي يستطيع أن يرى ويشم البيئة المحيطة به داخل الجسم البشري لجمع المعلومات التي تفسر وتشرح ما يدور داخل الجسم البشري". ويستطيع الأطباء الاستفادة من هذه المعلومات التي يجمعها الروبوت من خلال إبحاره داخل الجسم البشري في تحقيق الشفاء. ويقول الدكتور فرانكل إن "فريق العلماء يعكف في الوقت الراهن على تطوير واختبار المكونات التي يتكون منها السايبربلازم". يأتي تطوير هذا الجهاز الجديد في إطار مشروع دولي يقوم بتمويله مجلس أبحاث العلوم الفيزيائية والهندسية في بريطانيا وصندوق العلوم الوطني في الولاياتالمتحدة.