تقول الأم "سامية" باستياء عميق: "لقد ولد إبني البكر محمّد غفران قبل أن يكتمل نموه بشهرين وهو ما يعرف باللهجة العامية "سبوعي" بالمستشفى الجهوي بالقصرين بتاريخ 26 06 1990 ولهذه الأسباب تم نقله بعد يومين الى المستشفى الجهوي فرحات حشاد بسوسة لوضعه بالحاضنة (couveuse) حتى يكتمل نموه لكن وللأسف الشديد لم نكن نعلم ما تخبئه لنا الأقدار من جحيم ومعاناة بعد تلقي خبر وفاته. لقد كانت الصدمة شديدة ورغم ذلك تمالكت نفسي وتحولت رفقة أقاربي الى المستشفى لجلب الجثة لكن الصدمة كانت أشد من الأولى عندما تم إعلامنا بأنه دفن مع مجموعة من الرضع بسوسة». أطلقت محدثتنا تنهيدة من الأعماق وغرقت في بحر من الدموع ثم كفكفت عبراتها وواصلت حديثها لتقول :»لقد انطلت علينا الحيلة وصدقنا الخبر ولم تخامرني الشكوك وقتها وعدنا من حيث أتينا في إنتظار أن يأتي يوم تظهر فيه الحقيقة الغائبة فأطل علينا برنامج «المسامح كريم» بقصص مماثلة لقصتي وقتها استفقت من غفوتي وباشرت البحث عن الحقيقة خصوصا بعد أن استخرجت مضمون الولادة لابني الميت الحي واكتشفت ان رضيعي غير منصوص على وفاته بهذه الوثيقة فتأكدت إثر ذلك أن فلذة كبدي وقع اختطافه فآنهارت أعصابي وجفت دموعي من البكاء، وطرقت كل الأبواب لمعرفة اللغز المحيّر عن سبب اختفائه لكن لا مجيب فآلتجأت الى جريدة «الصباح» المعروفة بنزاهتها لأبلغ صوتي الى المسؤولين بوزارة الصحة العمومية قصد فتح تحقيق في الغرض ومعرفة مصير فلذة كبدي». هكذا اختتمت سامية حديثها ليبقى الموقف مؤثرا ولا يحتمل مزيدا من الأسئلة فصدر هذه الأم المسكينة يتفتت وقلبها يتمزق ويتقطع.. فهي في حاجة ملحة إلى القلوب الرحيمة للمسؤولين لتخفيف همومها وأحزانها وآلامها.