هل يعاملك زوجك معاملة سيئة، وهل لا ينصت إليك حينما تودين التحدث إليه، وهل لا يراعي أحاسيسك ومشاعرك؟ إذا كنت كذلك، فأنت في حاجة لإجراء بعض التعديلات المهمة في سلوك زوجك، وفي كتابه "زوج صالح.. زواج ناجح"، يوجه معالج واستشاري العلاقات الزوجية والذي عمل لأكثر من 35 عاما في هذا المجال روبرت مارك ألتر، حديثه للزوجات قائلا: "أنت مع يقع عليك عبء تغيير سلوك زوجك حتى يصبح الزوج الصالح الذي تتمنيه، ويشير عبر كتابه إلى وجود العديد من الأمور التي يجب أن تتذكريها وتقومي بها لكي تغيري هذا السلوك، وكلها تعتمد على مدى قوتك، فدورك هنا هو الإحساس بالقوة التي تكمن داخلك، ومن ثم يجب أن تؤكدي تلك القوة وتفرضيها على زوجك حتى يتغير ويصبح زوجا صالحا. في البداية يشير الكاتب إلى أن تحويل الزوج إلى زوج صالح أمر من أصعب الأمور التي يمكن أن تقومي بها في حياتك، فالأمر معقد وشاق ومتعب، فكيف يمكن أن تقفي أمام إحساسه المبالغ بذاته؟ وكيف يمكن أن تدفعي الرجل إلى احترام ما لدى المرأة من قدرة وكرامة دون أن تجعليه يظن أن في هذا تقليلا من رجولته؟، كيف تجعلينه ينصت إليك وأنت تشعرين بالغضب بسبب إقدامه على ارتكاب خطأ ما، وذلك دون أن يتجاهل ما تقولينه وينصرف عنك لشعوره بأنك لا تبغين سوى مضايقته فقط؟ وكيف يمكن أن تحدثي تغييرا في زوجك؟ كيف تقنعينه بأن يغير سلوكا هو مقتنع تماما بأنه صائب وسليم؟ لذا فإن النصيحة الأولى التي يقدمها لك الكاتب هي أن تتحلي باحترام كبير لنفسك، وأن تقتنعي دائمًا بأن المهمة صعبة، وعليك التحلي أيضًا بالصبر، مع الإثناء على ذاتك مع كل خطوة تتقدمينها في محاولة التغيير. أما النصيحة الثانية فتتضمن وضع خطة بالسلوكيات والأفعال التي تريدين أن يقوم بها زوجك تجاهك، فعلى سبيل المثال قولي له " أريدك أن تعاملني باحترام"، و"أريدك أن تتوقف عن الحديث معي بهذه النبرة، فلا أود أن أسمعها منك ثانية"، و"أريدك أن تتوقف عن استعمال لغة العنف والتهديد داخل هذا البيت"، "أريدك أن تتعلم لغة التحاور البناء معي"، "لا أريدك أن تنظر إلى امرأة غيري"، و"أريدك ألا تعاملني كخادمة". ويؤكد الكاتب أنه سيأتي عليك وقت تعتقدين فيه أنك أنانية، وأنك تطلبين منه ما يفوق استطاعتك، وأنك مناكفة وغير محتملة، تماما كما كان يتهمك وأنت تنفين تلك التهم، ولكن هذا ليس صحيحا، فكل ما تطلبينه منه منطقي تماما. لذا فإن النصيحة الثالثة هي أن تتأكدي أن لك الحق في أن تطلبي منه ما تريدين، خاصة أنك تطلبين الاحترام، تطلبين أن يحترم خصوصياتك حينما تريدينها، وحقك في التمتع بحياة منزلية هادئة لا يشوبها الغضب والعنف والخوف، تطلبين منه أن يحترم رغباتك وأمنياتك، وحاجتك إلى زيادة اهتمامه وارتباطه بك وبشخصيتك وطبائعك. النصيحة الرابعة التي يشير إليها مارك ألتر إلى أنه يجب أن تذكري أنك في صراع ولكنه ليس ضد زوجك، بل ضد أخطائه العديدة التي اقترفها في حقك، وضد ما يقوله ويفعله معك مما تجدين فيه عدم محبة واحترام واهتمام ومساندة وعناية بك، إنه صراع ضد الأسلوب المعادي الذي يتحدث به معك أحيانا وتعامله معك بتسلط. ولكي تكسبي هذا الصراع، لابد أن تقتنعي بأنك على حق وتصري على أن يتغير، وحين يتبين زوجك هذا اليقين لديك، عندها فقط يمكن أن يعدل كثير من مساره. النصيحة الخامسة تتضمن التحلي بالحكمة وحسن التصرف في كل شيء تفعلينه له، وفي كل ما تقولينه، وكل ما تمنحينه إياه أو لا تمنحين، والأهم هو أن تبادريه بالكلام، فالرجل يحب الحوار والجدال وهو يتقن ذلك، لذا عليك أن تتفوقي في هذا، كما يحب أن تبادريه بالرد، وتردي عليه بعبارات أقوى وأكثر صدقا، فكلماتك وصدقها، واستخدامها الصحيح لها، وشجاعتك الدائمة في النطق بها ومساندتها هي أسلحتك في هذه المعركة. أما النصيحة التي يقدمها لك الكاتب بعد ذلك هي التعليم، فيقول يجب أن تعلميه كيف يتعامل معك، ولابد أن تعرفي أن زوجك بحاجة إلى هذه التعاليم المهمة، خاصة أنه قد لا يعلم أنه بحاجة إلى ذلك أو يظن أنه ليس بحاجة إلى ذلك، لكنه يحتاج إلى ذلك بالفعل. ينصحك الكاتب أيضًا بأن تطلبي ما يكفيك من معونة ودعم تحتاجين إليه في أثناء هذه الرحلة نحو زوج صالح من أناس ينصتون إليك ويحنون عليك وينصحونك ويدعمونك، المهم ألا تكوني وحدك في هذه الرحلة. ابحثي عن الدعم سواء من أصدقائك أو أسرتك أو من مستشاري وأخصائيي العلاقات الزوجية أو في مقالات المجلات والكتب. الخطوة المقبلة التي يجب القيام بها هي أن تعرفيه أن هناك تبعات لسلوكه الطيب أو السيء معك، فحينما تكونين راضية، تبسمي في وجهه وكوني لطيفة معه، اجلسي معه وشاهدي معه دقائق من المباراة التي يتابعها، وأثني عليه وامدحيه وقدريه حتى يشعر بالفارق. أما حينما تكونين ساخطة عليه، فامنعي عنه كل هذه اللمحات الطيبة، تشاغلي عنه بأمور منزلك، بل لا تحادثيه. فيجب أن تعرفي زوجك بأن سلوكه الطيب أو السيئ نحوك أثره، وأن هذا الأثر يؤثر فيه هو في المقام الأول. وأخيرًا إذا حدث تغيير في سلوكه وشخصيته فيجب أن تبدي له الشكر والتقدير سواء باللفظ أو بالفعل أو من خلال ترك رسالة قصيرة على ورقة أو بإرسال رسالة إلكترونية أو رسالة صوتية أو أي شيء من هذا القبيل، المهم أن تفعلي هذا، وتذكري أن مكافأة السلوك تحفيز على تكراره.