صديقة أخته كانت بانتظاره في المطار لاستقباله و كان هو قادما من إسبانيا لقضاء شهرين. لم يتجاوز باب المطار وتم القبض عليه، بسبب معلومات وردت لدى الإدارة العامة للأمن الوطني بأن لديه عشرة كبسولات من مخدر الكوكايين لم تضبط بحوزته بل تم استخراجها من معدته لأنه قد قام بابتلاعها قبل مداهمته من قبل أعوان الأمن. و على أساس ذلك وجهت إليه تهم توريد مادّة مخدّرة بنية الاتجار مع المسك بنية استهلاك تلك المادة المدرجة بالجدول "ب" حسب أحكام قانون 18 ماي 1992 المتعلق بتعاطي و استهلاك المخدرات، ممّا يعرّضه للسجن مدة ثمان سنوات. المتهم، الماثل اليوم أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، كان دائم التنقل بين فرنسا و اسبانيا. متحصل على شهادة مهندس و قد أكد أنه قد أدمن تناول مادتيْ القنب الهندي و الكوكايين و قد أحضر معه الكمية المضبوطة لديه والمقدرة بثلاثين غراما بنية الاستهلاك الشخصي إذ يستهلك ما يقارب الغرام الواحد يوميا. لسان الدفاع نفى نية المتهم في ترويج المخدرات نظرا لأن الكمية المضبوطة كانت توافق ما يستهلكه المتهم أثناء شهرين. وبالنسبة لجنحتيْ المسك و الاستهلاك فقد أفاد الدفاع بأن المتهم لم يستهلك المادة على التراب التونسي إذ لم يكن له متسع من الوقت بين نزوله من الطائرة و القبض عليه و أكّد، استنادا على قاعدة اقليمية القانون الجزائي، بأن المتهم كان قد استهلك المخدرات باسبانيا التي لم تعد تجرم استهلاكه منذ استفتاء شعبي جرى سنة 1982. أما المتهم فقد أفاد أثناء الجلسة بأن إلقاء القبض عليه في تونس قد أنقذه من عالم الإدمان الذي كان يعيشه أنه في الأيام الأولى بعد احتجازه كان يعاني آلاما رهيبة وبفضل خضوعه للعلاج بالسجن فقد زالت الآلام و أن رب ضارة نافعة قد تعيده إلى الجادة.