لست مستغربا ممّا يحدث من تحرّكات اجتماعية و احتجاجية تلهب البلاد و تتوسع يوما بعد يوم. و لكن أستغرب غياب المبادرات السياسية الفعّالة و القوية (لا اتحدث عن فولكلور قرارات حكومة الصيد طبعا). ما هي طبيعة الوضع؟ أين تسير الأمور و كيف يمكن ان يتطوّر الوضع؟ ليس هنا المجال المناسب للخوض في هذا. و لكن أسئلة بسيطة تفرض نفسها: 1- ما هي طبيعة الوضع تدقيقا؟ هل هو بالفعل خطير؟ 2- هل يمكن أن يتواصل بهذه الطريقة دون عواقب وخيمة؟ 3- هل توجد إمكانية واقعية ان تنجح الحكومة و الطبقة الحاكمة في اخراج البلاد من الوضع المشتعل؟ 4- هل يمكن رغم كلّ ذلك المحافظة على الوضع السياسي دون تغيير؟ هل سيكون ذلك عملا حكيما و عقلانيا؟ انا أجبت لنفسي عن هذه الأسئلة بكل صدق و حددت موقفي على ضوء الاجابات. كل ما عليك هو ان تكون صادقا مع نفسك لكي تجد الحلّ الأكثر عقلانية. فقط اعتقد ان من يجيب بان الوضع خطير و لا يمكن ان يتواصل و يكون موقفه رغم ذلك هو عدم فعل شئ، عدم المساس بشئ، بتعلّة انّ كل فكرة جديدة هي أمّا صعبة المنال او غير قابل للتنفيذ او غير مناسبة، هو شخص غير عقلاني و متطرّف و يدفع بالأمور الى الهاوية و منها مباشرة فتح المجالات لتغلل الإرهاب من وراء الظهر.