صفاقس (وات)- لا تزال مدينة صفاقس ترزح تحت اكوام من الفضلات المنزلية التي تكدست هنا وهناك واكتسحت الساحات والشوارع والانهج فعجزت اليات البلدية عن رفعها وارتفعت معها اصوات المواطنين امتعاضا واشمئزازا وخوفا من اخطار محدقة بصحتهم. العيد في صفاقس يكتسي هذه السنة طابعا غير اعتيادي فقد حلت الاوساخ محل مظاهر الزينة والنظافة على ارصفة الطرقات واضطر المواطنون الى احراقها للتخفيف من حجمها المتزايد كل يوم ومما ينبعث منها من روائح كريهة لا تطاق غير ان الدخان المتصاعد من المزابل زاد في الطين بلة ولوث الهواء فارسل فيه روائح ملات الاجواء وحلت محل الروائح الشهية التي كانت تنبعث في مثل هذه الايام الاواخر من رمضان المعظم من البيوت التي تطبخ فيها النسوة اكلة الشرمولة استعدادا ليوم العيد. ولكن اختناق صفاقس هذه الايام بسبب الروائح الكريهة وحرق الفضلات لم يكن وحده ليعكر صفو اجواء استقبال العيد وذلك بعد ان تفاقمت ظاهرة الاختناق المروري وانسداد الحركة في اكثر من موقع ولا سيما في المفترقات الدائرية الكبرى التي غاب عن البعض منها رجال شرطة المرور تماما و حضروا باعداد محتشمة في البعض الاخر. ظاهرة الاختناق المروري في الطرقات وظاهرة الاختناق بروائح الفضلات /المشوية/ على قارعة الطريق وظواهر اخرى للانتصاب الفوضوي في باب البحر والمدينة العتيقة التي يصعب ان يقطها راجل او راكب وظواهر سلوكيات العنف والاعتداء على الاخلاق الحميدة تجتمع كلها وبشكل لافت وغير مسبوق في عاصمة الجنوب في هذه الايام المباركة فصبرا جميلا. لسان حال المواطن في صفاقس يردد قول ابي الطيب المتنبي: "عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد" وكل عام وصفاقس وتونس بخير.