باردو (وات) - كشف رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، في ردوده على مداخلات نواب المجلس التأسيسي، خلال جلسة استثنائية حول تسليم البغدادي المحمودي، عن مضمون ورقة مكتوبة، سلمت إليه أثناء تناوله الكلمة، تفيد بأن رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي "طلب سحب دعوته بخصوص الاحتكام إلى المجلس الوطني التأسيسي في تحديد صلاحيات قرار التسليم"، بما أحدث ردود فعل متباينة في قاعة الجلسة. وأكد الجبالي في مستهل ردوده على أن مسألة الصلاحيات (بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية)، أمر يحسمه التنظيم المؤقت للسلط (الدستور الصغير) ،مبينا أن قرار التسليم هو "حق دستوري للحكومة ومن يرى عكس ذلك فليتظلم للمجلس التأسيسي". وقال في هذا الخصوص "إما أن نحترم القانون الذي وضعناه ) التأسيسي) وإلا فسيحدث اضطراب وخلل" ،موضحا أن التنظيم المؤقت للسلط لا ينص على الرجوع إلى المجلس التأسيسي في قرار التسليم. وشدد الجبالي على أن قرار تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية هو قرار سيادي قائلا "نحن في تونس أصحاب القرار وليس المنظمات الحقوقية الدولية"، مشيرا إلى أن الحكومة أخذت بعين الاعتبار آراء هذه المنظمات وهي تحترمها ولذلك "طلبنا من الحكومة الليبية الضمانات اللازمة في هذا الملف". ولاحظ أن عدم تسليم البغدادي ينطوي على "ضرر أخلاقي وأمني كبير جدا" للثورة التونسية، مشيرا إلى أن الحكومة الليبية أكدت أنها ستحدد موقفها من الدول التي تأوي ليبيين مطلوبين، بناء على تجاوب هذه الدول مع طلب تسليمهم، حيث تعتبر الحكومة الليبية" وفق الجبالي، أن "عدم تسليم هؤلاء المجرمين عمل عدائي". لكنه شدد في هذا السياق على أن تونس سلمت البغدادي "من منطلق مبدئي". ونفى الجبالي ما تداوله البعض حول وفاة البغدادي المحمودي بعد تسليمه، مستندا في ذلك إلى وجود لقاء للمحمودي مع إحدى القنوات تم بثه عشية " الجمعة، وتم تسجيله " الخميس.
