تونس 2 افريل 2010 (وات) - يؤكد المختصون والخبراء فى مجال البورصة ان النتائج التى حققتها السوق البديلة في بورصة تونس لا ترتقى الى مستوى الاهداف المرسومة لها كمصدر لتمويل الموءسسات الصغرى والمتوسطة. فرغم مرور اكثر من سنتين على احداثها لا تضم السوق البديلة اليوم سوى شركتين وهما شركة الانتاج الفلاحي بطبلبة (ديسمبر 2007) وشركة "سرفيكوم" (جوان 2009). كما لا تتجاوز الرسملة السوقية الجملية لهذه السوق 44 مليون دينار. وقد مثل تقييم اداء السوق البديلة والسبل الكفيلة بمزيد تطويرها اهم محاور اللقاء الذى نظمته اليوم الخميس بتونس جمعية وسطاء البورصة بالتعاون مع بورصة تونس. واجمع المشاركون في اللقاء على ان الاداء المتواضع للسوق يعود الى عدم اقبال اصحاب الموءسسات الصغرى والمتوسطة على هذه السوق ولجوءهم الى مصادر التمويل التقليدية على غرار البنوك وشركات ذات راس مال تنمية. وابرزوا ان تطوير هذه السوق يستدعي مزيد تحسيس اصحاب الموءسسات الصغرى والمتوسطة بمزاياها فى توفير تمويلات طويلة المدى داعين الى ضرورة اعادة النظر فى النظام التمويلي الحالي وتحقيق التكامل بين مختلف اطرافه وخاصة شركات الاستثمار ذات راسمال تنمية التى يمكن ان تضطلع بدور هام فى حفز الموءسسات على الاندراح فى البورصة. واكد السيد مراد جعيدان مسوءول في شركة استثمار ذات راسمال تنمية على اهمية هذا التمشي مبرزا ان ادراج الموءسسات الصغرى والمتوسطة فى السوق البديلة يمثل فى حد ذاته ضمانا لجملة من العناصر المتعلقة بالمردودية والشفافية والثقة التي تعتبر من الشروط الاساسية للاندراج في السوق البديلة. وابرز السيد حمزة كناني وسيط بالبورصة في ذات السياق ان السوق البديلة تمثل فى نفس الوقت الية لتمكين شركات الاستثمار ذات راس مال تنمية من التخلي عن حصتها فى راسمال الموءسسة من جهة وتمويل الموءسسات المدرجة من جهة اخرى. واستعرض السيد محمد بيشيو المدير العام لبورصة تونس محاور الاستراتيجية التي تم وضعها للنهوض بالسوق البديلة والتي ترتكز على القيام بحملات تحسيسية لفائدة اصحاب الموءسسات الصغرى والمتوسطة والتعاون مع النسيج الجمعياتي. كما سيتم العمل على تفعيل البرنامج النموذجي الذى وضعته وزارة الصناعة والتكنولوجيا بالتعاون مع هيئة السوق المالية لمساعدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة المنخرطة فى برنامج التاهيل فى عملية تمويل استثماراتهاعن طريق السوق المالية وادراجها بالبورصة. واستعرض السيد مجدي زركونة مدير عام شركة "سرفيكوم" المتخصصة فى مجال الاتصالات والهندسة المدنية النتائج التى حققتها الشركة منذ ادراجها فى البورصة مبرزا انها تمكنت من الترفيع فى راسمالها وتوسيع مجالات نشاطها واشعاع صورتها لدى حرفائها. وحققت شركة الانتاج الفلاحي بطبلبة من جهتها نتائج هامة اذ تطور سعر السهم من 10 دنانير عند الادراج الى 17 دينار حاليا كما تستعد حاليا لتحويل اسهمها الى السوق الرئيسية في بورصة تونس. ودعا المشاركون الى اهمية تسهيل عملية ادراج الموءسسات الصغرى والمتوسطة فى البورصة واحداث مكتب موحد يتولى الاشراف على هذه العملية ويضم مختلف الاطراف المتدخلة مشددين على ضرورة اعتبار عملية الادراج في السوق البديلة عملية تاهيل ومواكبة وليست عملية تدقيق.