القصبة 16 ديسمبر 2010 (وات)- اشرف السيد محمد الغنوشي الوزير الأول ونظيره الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر صباح اليوم الخميس بقصر الحكومة بالقصبة على أشغال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة التونسية القطرية بحضور وفدي البلدين. وتولى الوزير الأول ورئيس مجلس الوزراء القطري بالمناسبة التوقيع على محضر هذه الدورة. كما تم التوقيع على اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التالية : / مذكرة تفاهم في مجال البيئة والتنمية المستديمة / مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل / بروتوكول إضافي لاتفاقية تنظيم استخدام العمال / خطاب نوايا لمشروع استثماري بسبخة "بن غياضة" بالمهدية / البرنامج التنفيذي في مجال الثقافة والفنون والتراث للاتفاق الثقافي والفني للسنوات 2011-2012-2013 / اتفاقية تعاون بشأن الأشغال العامة / البرنامج التنفيذي السادس في المجال التربوي والعلمي للاتفاق الثقافي والفني للأعوام الدراسية (2011/2012) و(2012-2013)و(2013-2014) مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأوقاف والشؤون الاسلامية / /مذكرة تفاهم في مجال إدارة القضاء / اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا / اتفاقية تعاون في مجال الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة للمنتوجات / اتفاقية للتعاون والتبادل الإخباري المشترك بين وكالة تونس افريقيا للانباء(وات) ووكالة الانباء القطرية(قنا) / البرنامج التنفيذي الثالث للتعاون الإعلامي للسنوات2011-2012-2013 / اتفاقية للتعاون الصناعي وثمن السيد محمد الغنوشي في كلمة ألقاها بالمناسبة قرار قائدي البلدين الرئيس زين العابدين بن علي وأخيه صاحب السمو الأمير حمد بن خليفة ال ثاني رفع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين الشقيقين إلى لجنة عليا بما يجسد ما يحدوهما من إرادة قوية لمزيد تطوير العلاقات الثنائية وتفعيل آليات التعاون المشترك والارتقاء به الى أفضل المراتب معربا عن أحر التهاني لدولة قطر الشقيقة لفوزها بتنظيم نهائيات كاس العالم لكرة القدم لسنة 2022. وابرز ما تشهده العلاقات التونسية القطرية من حركية مكثفة تجلت بالخصوص من خلال زيارة رئيس الدولة الى الدوحة للمشاركة في أعمال الدورة الحادية عشرة للقمة العربية ومن خلال زيارة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى تونس في شهر أكتوبر 2010. وبين الوزير الأول ان هذه الدورة تعد مناسبة لتقييم حصيلة التعاون الثنائي واستكشاف سبل تعزيزه وتنويعه بما يستجيب للتطلعات المشتركة ودعم الجهود من اجل دفع مسيرة التطوير والتحديث وكسب رهان التنمية الشاملة في ضوء الإصلاحات والتوجهات المنتهجة بالبلدين. وأشار الى ما تشهده تونس من مد إصلاحي متواصل شمل مختلف المجالات تجسيما للتوجهات والأهداف التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية للفترة 2009-2014 والمخطط الخماسي الثاني عشر للتنمية ملاحظا ان أولويات تونس تتمثل في تعزيز المحتوى المعرفي والتكنولوجي للاقتصاد الوطني وتعميق اندماجها في المحيط الاقليمي والدولي بالإضافة الى تدعيم مناخ الأعمال والاستثمار واستقطاب المشاريع خاصة في المجالات الواعدة ذات القيمة العالية والتي تتوفر لها في تونس عديد المزايا التفاضلية. وأكد ان تحديات المرحلة القادمة تتطلب مزيد توثيق علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات وتثمين الفرص المتوفرة خاصة في مجالات الاستثمار وإقامة المشاريع المشتركة والتعاون الفني الى جانب العمل على الرفع من حجم المبادلات التجارية التي ما تزال متواضعة مقارنة بالإمكانات المتاحة في البلدين من خلال إيجاد الحلول الكفيلة بتيسير انسياب البضائع والخدمات وتمكين دولة قطر الشقيقة من مزيد الاستفادة من الخبرات التونسية في عديد المجالات. وشدد السيد محمد الغنوشي في هذا الإطار على أهمية الدور الموكول للقطاع الخاص ومجلس رجال الأعمال المشترك في بلورة خطة تحرك تؤسس لشراكة متينة من شانها ان تساهم في تحقيق الأهداف المنشودة مشيرا الى ان التعاون في مجال الموارد البشرية يظل من ابرز الأولويات باعتبار ما يحظى به العنصر البشري في كلا البلدين من رعاية فائقة مع التركيز على عدد من القطاعات الحيوية والمجالات الواعدة على غرار الصحة والبيئة والتنمية المستديمة وتكنولوجيات المعلومات والاتصال والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. وبعد ان جدد دعم تونس الثابت والمبدئي للشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه العادل من اجل استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة على أرضه، أكد الوزير الأول حرص تونس على توطيد أواصر التعاون والتكامل بين الأقطار العربية وتكريس التشاور والتنسيق من اجل تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتحديثها ومتابعة توصيات القمم العربية الصادرة في الغرض. وأعرب عن الأمل في ان تشكل هذه الدورة منعطفا حاسما في مسيرة العلاقات الثنائية وان تساهم الاتفاقيات الموقعة في استحثاث الخطى على درب تحقيق الأهداف المنشودة والارتقاء بالتعاون المشترك الى مستوى الإرادة السياسية القوية التي تحدو قائدي البلدين. ومن جهته أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ان انعقاد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة التونسية القطرية في هذا الظرف بالذات يبرز ما تحظى به أعمالها وتوصياتها من اهتمام خاص من لدن قيادتي البلدين الشقيقين وحرصهما على الارتقاء بالمصالح المشتركة وتفعيل التعاون الثنائي في كل المجالات. وأعرب عن الإرادة التي تحدو دولة قطر في تفعيل كل المبادرات وتنفيذ المشاريع والبرامج الجاري بها العمل والتخطيط المحكم للمستقبل عبر بلورة تصورات توحد التشريعات وتنسق الإجراءات بما يدفع مسيرة التعاون الثنائي ويرسي مقومات جديدة للتطوير والتنمية المتضامنة ويحقق للشعبين الشقيقين مزيدا من الخير والرخاء. وكان السيد محمد الغنوشي أجرى قبل ذلك محادثة مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني تناولت بالخصوص نتائج أعمال اللجنة التحضيرية للدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة التونسية القطرية وجدول أعمال الدورة والاتفاقيات المعروضة للتوقيع. ومثل اللقاء كذلك مناسبة لاستعراض مسيرة العلاقات التي تجمع تونس بدولة قطر وسبل تعزيز التعاون الثنائي وتنويع مجالاته. كما تطرق الجانبان الى جملة من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.