رأس الجدير 24 فيفرى 2011 /وات/- تحقيق روضة بوطار :نحن شعب اعزل يعاني من الظلم والقهر نطلب الاغاثة من كل المنظمات العالمية كلمات رددها مواطن ليبي مر صباح الخميس من معبر رأس الجدير يقول انه خرج دون وجهة يحددها ليبلغ صوته ويحكي واقعا عاشه مع شباب الثورة الليبية . وتحدث السيد /عقيل المزعني/ الذى جاء من سوق الجمعة على متن سيارته عن الوضع في مدينة الزاوية بأن اطلاق النار متواصل وبقوة حيث سقط البارحة 22 شهيدا على أيدى ملثمين من المرتزقة الذين يوءجرهم القذافي. واضاف السيد عقيل ان نظام القذافي قد انتهى وسيسقط قريبا لتحتفل ليبيا بعرسها بمشاركة كل الشعوب العربية موكدا ان الشعب الليبي شجاع فلقد حارب ايطاليا سابقا ولن يرضخ اليوم أمام رجل يلجا الى الشعوذة . ان روايات العائدين من ليبيا وشهاداتهم كثيرة تتناقل جميعها تأزم الوضع الامني بالبلاد فاطلاق النار المكثف يحصد ارواح المواطنين ولا وجود لأدوية أو أغذية أو حركة تجارية واقتصادية بسبب غلق المحلات والبنوك والموءسسات التربوية... لقد خرجت دون قرش واحد هكذا استهل أحد المصريين الوافدين على نقطة العبور برأس الجدير كلامه مواصلا قوله لقد هددني بالسلاح وعاملني أسوا معاملة في اشارة الى مشغله هاتفا تحيا تونس . أما /أحمد/ القادم من قصر بن عشير فيصف الوضع هناك بأنه مأساوي إلى أبعد الحدود فالمرتزقة المسلحون والعصابات والمليشيات يجوبون الشوارع ويقتلون الناس أمامنا . هناك من الوافدين من لاذ بالصمت رافضا الإفصاح عن أي موقف أو نقل أية معلومة أو وصف الوضع في ليبيا مكتفيا بالقول ولا واحد فاهم حاجة أو الخوف من الغد ومن المستقبل او لا تعليق على اى شيء . ان الحركة لا تهدا في رأس الجدير لاجوون يتوافدون بأعداد غفيرة تونسيون ومن جنسيات مختلفة مصرية وتركية وصينية ونفس المشاهد تتواتر... حقائب تجر وأمتعة قليلة ووجوه يعلوها التعب والإرهاق من جهة والغضب والتذمر من جهة أخرى. تعب وارهاق أسبوع يقولون انه مليء بالخوف والذعر بعد رحلة محفوفة بالمخاطر جراء عمليات السطو والنهب وغضب وحزن لانهم تركوا وراءهم حصيلة سنوات من الغربة والعمل وكل ما جنوه من أمتعة ونقود.. يقولون إن كل البنوك مغلقة ولا يستطيعون سحب أكثر من 150 جنيها من الموزعات البنكية الى جانب تنكر أعرافهم أو مشغليهم لهم. ويتواصل تذمر التونسيين والمصريين من تقصير سفاراتهم في تأمين عودتهم الى ارض الوطن فمطار طرابلس تحتشد فيه جموع كبيرة منذ 3 أيام ولم تجد سبيلا للعودة سوى برا أو الانتظار في ظل الجوع والبرد مع التعرض لسلب ونهب المرتزقة. ويبقى الوضع برأس الجدير على ما هو عليه منذ ان شرع في استقبال اللاجئين الوافدين من ليبيا فكل الحاجيات متوفرة والظروف متاحة... لقد تجند الكثير من المتطوعين من مواطنين ومنظمات ومكونات المجتمع المدني على غرار لجان حماية الثورة ببن قردان والمبادرة الاهلية ببن قردان والهلال الأحمر التونسي والكشافة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل ليومنوا الطعام والشراب وظروف الراحة للوافدين بمساهمة عديد القوافل من كل الجهات. كما تم تامين كل الظروف الصحية اللازمة للوافدين من ليبيا من خلال تنظيم قوافل طبية قدمت من كل جهات البلاد الى جانب فرق الحماية المدنية والصحة العمومية علما وانه لم يتم تسجيل دخول مصابين وجرحى جراء الاحداث في ليبيا باستثناء بعض حالات اغماء. ويضطلع اسطول ضخم من الحافلات بمهمة نقل اللاجئين نحو وجهات مختلفة فالصينيون والأتراك توجهوا في حافلات الى جزيرة جربة قصد امتطاء الطائرة من مطار جربة جرجيس الدولي في اتجاه بلدانهم والمصريون سيتم نقل اغلبهم الى مخيم اللاجئين التابع للجيش الوطني الذى انتصب غير بعيد عن معبر رأس الجدير بحوالي 7 كلم وفيه تسدى كل الخدمات عبر فريق متعدد الاختصاصات الى حين إجلائهم الى أراضيهم بحرا. لقد تحولت نقطة رأس الجدير إلى وجهة كل العالم فالعديد من القنوات التلفزية ووسائل الإعلام الوطنية والأجنبية وممثلين عن المنظمات الأممية تتابع ظروف عبور اللاجئين. كما اثنى وزير النقل وسفيرا الصين وتركيا على جهود كل المتطوعين في انخراطهم التلقائي وإسهامهم في موازرة الجالية التونسية العائدة الى الوطن ومساندة الشعب الليبي المستغيث وكل اللاجئين الى تونس.