صفاقس 9 مارس 2011 (وات- تحقيق سامي كشو)- تثير عملية احراق أكياس من بلازما /احد مشتقات الدم/ من قبل المركز الجهوي لنقل الدم بصفاقس حاليا موجة من الجدل والاحتجاجات وردود الفعل المتباينة بين رافض لها ومقتنع بها. وتشمل عملية الاحراق التي تتم في محراق المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس كميات كبيرة من البلازما كانت ستوجه الى الخارج قصد تجزئتها واستغلاها وحال دون ذلك تأخير اجراءات نقلها في ابانها. وأفاد مدير المركز السيد جلال القرقوري ان عملية الاتلاف الجارية منذ يوم الثلاثاء عادية وتتم بصورة دورية كلما اقتضت الحاجة الى ذلك وتهم كميات من البلازما التي انقضت مدة صلوحيتها وكميات اخرى تنتهي صلوحيتها في مدة قصيرة. ويتحدث مدير المركز عن فترة متبقية بشهر واحد في مدة صلوحية جزء من البلازما المتخلص منها مبينا ان المركز اجبر على اتلافها بسبب محدودية طاقة حفظ غرفة التبريد والحاجة الملحة الى حفظ دم جديد وان فترة الحفظ تدوم 24 شهرا. وفي المقابل يرى عدد كبير من الاطارات والفنيين العاملين بالمخبر ان العملية تشكل خسارة كبرى لكميات من البلازما التي يمكن ان تستغل لانقاذ ارواح بشرية، وهدرا لجهودهم وما تطلبه اعدادها من عمل طويل ودقيق. ويجمع هوءلاء الذين امتنعوا عن المشاركة في القيام بعملية الاتلاف، على ان مدة صلوحية بعض الكميات الجاري اتلافها يمتد الى سنة 2012 بما يجعل امكانية اسعافها واستغلالها من قبل عديد الاطراف مثل المستشفيات والمصحات ومراكز نقل الدم الاخرى ممكنة سيما وان العديد من هذه المؤسسات تشكو نقصا في الدم على حد قولهم. وأكدت طبيبة بالمركز كانت بصدد التاشير على كميات البلازما المتخلص منها، ان امكانية استغلالها محدودة وتقتصر على بعض الحالات الخاصة والأمراض الدقيقة مثل تقوية المناعة وليس في حالات الحوادث او العمليات الجراحية التي تحتاج للدم. وأكد السيد خميس حسين المدير الجهوي للصحة العمومية بصفاقس من جهته في اتصال هاتفي مع مراسل /وات/ بالجهة ان عملية الاتلاف شملت اكياسا من مشتقات الدم الفاقدة لصلوحيتها او الحاملة لجراثيم معدية مبينا ان هذه العملية العادية والدورية جرت تحت مراقبة متفقدي حفظ الصحة الذين تحققوا من وضعية هذه الاكياس وان الادارة الجهوية للصحة ستواصل رغم ذلك البحث والتحري بشان هذه العملية. كما اشار الى ان هذه العملية لا توءثر على امكانية تمكين الاطراف التي تحتاج لدم من ذلك مضيفا ان مركز نقل الدم بصفاقس مول خلال احداث الثورة ولايتي القصرين وسيدي بوزيد بمئات الاكياس ولم يسجل أي نقص في الدم. ويذكر ان هذه العملية جرت في اجواء احتقان بين مدير المركز الجهوي لنقل الدم من جهة وعدد هام من اطارات وأعوان المركز من جهة ثانية الذين سيدخلون أيام 22 و23 و24 مارس الجاري في اضراب عن العمل احتجاجا على ما أسموه بالتجاوزات والممارسات التي تمس من كرامتهم.