صفاقس 5 نوفمبر 2009 (وات) يعد مشروع تبرورة لتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس نموذجا لنجاحات تونس في المجال البيئي نظرا لما حققه من اضافة نوعية للجهة تجسم مصالحتها مع محيطها البحري وتقطع نهائيا مع التلوث الصناعي لشواطئها. وتم رصد اعتمادات بقيمة 140 مليون دينار لانجاز هذا المشروع الهام الذي أقره الرئيس زين العابدين بن على خلال المجلس الوزاري الخاص بمزيد دفع مسيرة التنمية فى ولاية صفاقس. وشهد هذا المشروع حتى شهر جوان 2009 استكمال القسط الاول الذى تواصلت اشغاله طيلة ثلاث سنوات والمتعلق بازالة التلوث من خلال جهر المواد الملوثة تحت البحر وحفر الاتربة الملوثة الجافة على الشواطىء وحفر طبقة الفوسفوجيبس وتكديسه في مصب ارضي معزول فضلا عن انجاز منشآت حماية الشريط الساحلي وردم الشواطىء بالاتربة البحرية. وقد مكنت الاشغال من تحقيق توسع لليابسة على حساب البحر بنحو 420 هكتارا فضلا عن تهيئة منتزه حضرى على مساحة 50 هكتارا انجز على موقع المصب الذى جمعت فيه اكوام الفوسفوجيبس والاتربة الملوثة. وتكمن اهمية هذا المنتزه الحضرى وخصوصيته في تحويل المنطقة الملوثة الى مكان للفسحة والتنزه بعد ان تم عزل الفضلات وتوفير كافة الضمانات البيئية التي يتطلبها الفضاء البيئي السليم بما يجعله متنفسا لسكان مدينة صفاقس وزائريها. كما استكملت اشغال الردم الخاصة بالمنتزه الواقع قبالة منطقة باب البحر وتم تشجيره بغراسة نحو 5 الاف شجيرة من الاصناف الغابية والنخيل على مساحة 14 هكتارا. ويدخل المشروع قريبا مرحلته الثانية المتعلقة بالتهيئة والتسويق وجلب المستثمرين لانجاز المشاريع الخدماتية والسياحية والترفيهية بمنطقة تبرورة التي ستعيد لها طابعها المتوسطي وتضفى عليها مسحة عصرية تتلاءم وحجم هذه المدينة وموقعها في المنظومة الاقتصادية الوطنية. وفي هذا الصدد شرعت شركة دراسات تهيئة السواحل الشمالية بصفاقس المشرفة على تنفيذ المشروع حاليا في انجاز مثال لتصور عمراني يرمي الى تحقيق تهيئة مستديمة للمساحة المستحدثة على شريط ساحلي يمتد على 6 كلم انطلاقا من الميناء التجارى للمدينة الى مسرح الهواء الطلق على طريق سيدى منصور. ويوشك هذا المثال الذى يشارك في تصوره خبراء تونسيون واجانب على استكمال مرحلة الدراسات التمهيدية التي تفضي الى مرحلة اعداد مثال التهيئة التفصيلي كوثيقة مرجعية تعتمد في انجاز مختلف المكونات المبرمجة ضمن المشروع. وقد تضمنت هذه المرحلة انجاز ست دراسات تتعلق خاصة بمسالك ومحاور دخول المنطقة والخروج منها وفضاءات السكن والاعمال والخدمات بها والتجانس بين سواحل مدينة صفاقس الشمالية والجنوبية الى حدود منطقة طينة. كما يتضمن التصور اعداد مثال توجيهي لكامل المنطقة ومخطط للتنمية الاستراتيجية متكون من خطة ترويجية للمشروع في أوساط الاعمال والمؤسسات على المستويين المحلي والدولي. ويشتمل المثال على منطقة عمرانية قادرة على استيعاب 50 الف نسمة الى جانب وحدات فندقية يمكن ان تصل طاقتها الى 5 الاف سرير وفضاءات تجارية ومطاعم ومقاهي ومساحات خضراء وفسحة شاطئية على طول 6 كيلومرات. ويبقى مثال التصور العمراني مفتوحا على جميع الفرضيات الممكنة والمعمول بها في تهيئة وانجاز المشاريع الاستثمارية سواء في شكل مشروع كبير متكامل او في شكل مشاريع متعددة تتولى انجازها شركات استثمارية مختصة لا سيما في مجالات التهيئة السياحية والسكنية وانجاز مشاريع البنية الاساسية والترفيه والخدمات المتطورة والواعدة على غرار السياحة الاستشفائية والخدمات التكنولوجية. وتعكف مختلف الهياكل المختصة حاليا على دراسة الاجراءات اللازمة لفتح الشواطىء للسباحة والتنزه خلال سنة 2010 وفق برنامج يكفل شروط الراحة والسلامة للمصطافين الذين غابوا عن شواطىء الساحل الشمالى لمدينة صفاقس منذ ثلاثين سنة.