span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""عاش التونسيون كابوسا مفزعا منذ أن تم الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد. وقد تفاقمت المخاوف من تكرار السيناريو الإيطالي والصيني والأمريكي بالبلاد، في ظل هشاشة المنظومة الصحية وغياب المرافق الصحية اللازمة للإحاطة بمرضى كوفيد 19 المحتملينspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif"" span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""وعمقت التكهنات ببلوغ ذروة تفشي الفيروس خلال شهر أفريل الجاري الأزمة، فأصبحت إحصائيات وزارة الصحة التي تعلن عنها يوميا في شكل بلاغات أو ندوات صحفية من أبرز اهتمامات الشعب التونسي الذي يراقب مدى توسع رقعة انتشار الفيروس على أمل أن تتقلص العدوى الأفقية من خلال تطبيق إجراءات الحجر الصحي العام وحظر التجولspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""وقد رافق إعلان وزارة الصحة عبر بلاغاتها عن تسجيل تراجع في عدد الإصابات في الثلاث أيام الأخيرة (5 إصابات جديدة من جملة 1198 تحليلا و13 إصابة جديدة من جملة 766 و2 إصابة جديدة من جملة 692 تحليلا) حملة تشكيك واسعة من قبل المواطنين في الإحصائيات المقدمة مبدين استغرابهم الشديد من هذا التراجع ومطالبين بتوضيحات علمية تفسر هذه الظاهرةspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""فبماذا تفسر حملات التشكيك؟ وهل أنها نابعة عن أزمة ثقة بين الحكومة والشعب أم أنها نتيجة حتمية لظاهرة تشاؤم المواطن التونسي؟ span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""التشكيك وانعدام الثقة علاقة أزلية span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""أكّد الباحث في علم الاجتماع محمد الجويلي أن علاقة انعدام الثقة بين المجتمع والدولة تاريخية وأن انعدام الوضوح والتشكيك المتبادل ليس بالظاهرة الجديدة، مستشهدا بنتائج سبر الآراء التي تقام حول رجال الدولة والشخصيات السياسية والتي تكون دائما في تأرجح مستمر حسب الوضع بالبلاد. span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""وأضاف الجويلي في تصريح لموقع "الشاهد" أن العلاقة تحسنت قليلا بعد الثورة وأصبح تبادل المعلومات والولوج للمعطيات وحرية التعبير متاحا للجميع. لكن التخلص من الإرث صعب جدا خاصة في ظل وجود ضبابية في المعلوماتspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""كما بين أن حملات التشكيك تتفاقم خاصة وأنّ العديد من المواطنين مصدرهم الأساسي لاستقاء المعلومات هو موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، وهو مجال مفتوح لتبادل المعطيات والقراءات والأخبار الصحيحة والزائفة وهو ما يؤثر في المتلقي. span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""دور العامل الاتصالي span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""وبين المتحدث أن ظاهرة التشكيك نتيجة حتمية للخطة الاتصالية التي لم تركز على جانب التفسير بدقة لعملية الانتقال من تسجيل عدد كبير نسبيا من الإصابات إلى تسجيل 2 أو 5 حالات فقط، مؤكدا ضرورة اتباع بيداغوجية واضحة وصريحة تبين أسباب تقلص عدد الإصابات وتغلق الأبواب أمام حملات التشكيكspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""كما شدد على ضرورة إيلاء الجهات المسؤولة على الاتصال أهمية كبرى للتصريحات والقراءات العلمية الدقيقةspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif"" span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""وأضاف الجويلي أن التأخر في تقديم المعطيات على المستوى الاتصالي، يفتح المجال أمام التأويل وتداول الإشاعات وأن الالتزام بموعد قار في التصريح بآخر المعطيات أمر هام جدا ودليل على القوة الاتصاليةspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""وأكيد الباحث في علم الاجتماع ضرورة احترام المواعيد وتقديم المعطيات بشكل واضح وبيداغوجي وتوحيد مصطلحات خاصة منها "المخيفة"، على غرار منطقة موبوءة وبؤر وغيره، مبينا أنها آليات لتقوية البعد الاتصالي وكسب ثقة المواطن وإغلاق المجال أمام المعطيات الخاطئةspan style="font-family:"Simplified Arabic","serif"". span style="font-family:"Calibri","sans-serif""span style="font-family:"Simplified Arabic","serif""تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة كانت قد أكدت أمس الإثنين أنه تم إجراء 1189 تحليلا مخبريا، وقد تم تسجيل 30 تحليلا إيجابيا، 25 منها حالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و5 حالات إصابة جديدة ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس 884 حالة.