شهدت تونس هذا الاسبوع سلسلة من الحرائق المتتلية والتي توزعت على مناطق مختلفة من ولايات الجمهورية، وقد تتالت حوادث اندلاع الحرائق في مشهد صار متكررا في السنوات الأخيرة و كلما ارتفعت درجات الحرارة. ومع تزايد نسق هذه الحرائق بدأ الحديث عن أسباب تتجاوز العامل المناخي والإهمال لدى بعض الفلاحين إلى الحديث عن مؤامرات ونزعات إجراميّة. ورصدت الإدارة العامة للغابات بتونس، خلال الأيام الأخيرة، 80 حريقا، اندلعت بشكل متتابع في غابات الشمال الغربي و الوسط، في مشهد صار متكررا مع ارتفاع درجات الحرارة، لكن مع ذلك تزايدت الشكوك حول وجود نوايا اجرامية خاصة بعد ان القت السلطات القبص على بعض الشبان الذي يشتبه في تسببهم في اندلاع حريق بولاية الكاف. وقبضت قوات الأمن التابعة للحرس الوطني بولاية الكاف، أمس الأحد، على ثلاثة أشخاص يشتبه في تسببهم في حريق اندلع بجبل كشيريدة في الكاف مساء الجمعة، وما زالت المساعي جارية حاليا لتطويقه، بحسب رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للفلاحة بالكاف عمر الفرشيشي. وأضاف الفرشيشي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن هذا الحريق تزامن مع اندلاع حريق آخر بجبل الطويرف لم تعرف أسبابه إلى حد الآن، مضيفا أنه تم تجنيد عدة وسائل لإخماد هذين الحريقين، رغم ما وصفه بقساوة الطقس واستمرار ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التضاريس التي حالت دون التدخل بالسرعة المطلوبة لإطفاء النيران المشتعلة في عدة مناطق من الغابتين. وتوقع الفرشيشي أن تتم السيطرة على هذين الحريقين خلال الساعات القادمة، ولا سيما بعد التمكن من تطويقهما وحماية السكان المجاورين للغابتين من خطر انتشار النيران إلى مساكنهم وممتلكاتهم، وفق تقديره. و تواصل فرق الحماية المدنية و أعوان الغابات و الأهالي في مناطق الكاف وباجة وجبال القصرين وسليانة، العمل على إخماد النيران التي طالت الغابات وأفزعت الأهالي وأضرت بمورد رزقهم، حيث أتلفت الأشجار الغابية وأشجار الزيتون وبيوت النحل، ونفقت بسببها عدد من الحيوانات، وكلها تمثل مورد الرزق الوحيد لسكان القرى والتجمعات السكنية المتاخمة للغابات . وتعتبر جبال بلوط و السلوم و الشعانبي وجاردو و تكرونة وغيرها في تونس، مهددة بنيران حرائق مجهولة الأسباب حتى اللحظة. وتشهد تونس على مدى نحو أسبوع ارتفاعا حادا لدرجات الحرارة وصلت أقصاها اليوم إلى 45 درجة بحسب المعهد الوطني للرصد الجوي.