سينصب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة وكامالا هاريس نائبة له، غدا الأربعاء في عاصمة مقفرة ينتشر فيها الجيش، ما سيجعل من هذا اليوم مناسبة لا سابق لها في التاريخ الأميركي. فقد دعي سكان واشنطن للبقاء في منازلهم لمتابعة احتفال تنصيب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة تجنبا لخطر العدوى بوباء كوفيد-19. وانتشرت قوات الأمن في كل أرجاء العاصمة المحصنة التي ما زالت تحت وطأة صدمة أحداث العنف التي طالت مبنى الكابيتول في 6 جانفي 2021. والغائب الأكبر عن مراسم التنصيب سيكون الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. فعندما يؤدي جو بايدن القسم، سيكون قد غادر واشنطن، محطما تقليد نقل السلطة بشكل هادئ ولائق. وقال ترامب باقتضاب في إحدى تغريداته الأخيرة قبل أن يحظر "تويتر" حساباته إلى أجل غير مسمى "إلى كل الذين يسألون، لن أحضر مراسم التنصيب". ودونالد ترامب هو أول رئيس منذ أندرو جونسون في العام 1869 يرفض حضور أداء اليمين لخلفه. لكن نائبه مايك بنس، وهو في حال قطيعة مع الرئيس، سيكون حاضرا. وبموجب التقاليد، يفترض أن يرحب الرئيس المنتهية ولايته والسيدة الأولى بالزوج الرئاسي الجديد صباح يوم التنصيب ثم يذهبون جميعا إلى مبنى الكابيتول. ومنذ "التمرد"، كما وصفه جو بايدن، ضد الكونغرس، رمز الديموقراطية الأميركية، تحولت العاصمة الفدرالية إلى معسكر حصين. ويقوم أكثر من 20 ألف عنصر من الحرس الوطني والجنود الاحتياط بدوريات مسلحة. فيما وضعت حواجز وكتل إسمنتية لحماية مبان مثل البيت الأبيض ومبنى الكابيتول أو لإغلاق طرق بشكل كامل. وسترفع رايات ولافتات يقارب عددها 200 ألف تمثل المواطنين الذين لم يتمكنوا من الحضور. وضاعفت الشرطة الأميركية تحذيراتها وأكدت أن التهديد بمزيد من الهجمات المسلحة من الجماعات اليمينية المتطرفة فعلي. وستكون على أهبة استعدادها خلال هذا اليوم التاريخي. وكان الرئيس المنتخب جو بايدن خطط لمراسم تنصيب افتراضية لمنع الحدث من أن يتحول إلى بؤرة لانتقال عدوى كوفيد-19. حيث يريد بايدن إظهار اختلافه عن دونالد ترامب الذي يرفض أنصاره وضع الكمامات ومعظم الإجراءات الوقائية ضد الوباء. وقد تبدأ محاكمة دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ، بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه. ويتهم الديموقراطيون ترامب بالتحريض على تمرد أنصار له واقتحامهم الكابيتول ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى. وقال جايمي راسكين أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس الأحد إن دونالد ترامب ارتكب "الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولاياتالمتحدة". أما معسكر ترامب فيرى في هذه المحاكمة "هجوما مشينا على الدستور والديموقراطية". وقال فريقه في بيان إنه لم يختر بعد محاميا لتمثليه. (أ ف ب، بتصرف، صور رويترز)