اثارت تدوينة نشرته االرئيسة المديرة العامة السابقة لمجموعة الخطوط التونسية ألفة الحامدي جدلا واسعا، حيث اكدت الحامدي ان الامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي طلب تسبقة تقدّر "بالمليارات" من شركة مفلسة. ونشرت الحامدي عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس الأحد، تدوينة أثارت جدلا كبيرا، توجهت فيها بالنقد لنور الدين الطبوبي، واصفة إياه ب"الرجل غير المناسب، في المكان المناسب". وكتبت الحامدي: "بعد ايام من تولي رئاسة مجلس إدارة الخطوط التونسية، تلقيت رسالة من السيد نور الدين الطبوبي يطالب فيها بتسبقة عن معلوم انخراط أعوان المؤسسة وتكلفة هذه التسبقة تُقدر بمليارات. استند في ذلك على منشور السيد رئيس الحكومة رقم واحد لسنة 2021". وتساءلت المديرة التنفيذية لشركة الخطوط التونسية: "كيف يدعي السيد الطبوبي نيته إنقاذ الغزالة وهو أول من يطلب الأموال من مؤسسة مريضة وفي وضعية حرجة؟ هل أن تحامل السيد نور الدين الطبوبي تجاهي مرتبط بهذا القرار الذي اتخذته؟". واختلفت مواقف التونسيين بين مساند لالفة الحامدي حيث اعرب العديد عن استغرابهم من طلب الطبوبي بتسبقة والحال ان الشركة تعاني من ازمة مالية متفاقمة، في حين دافع اخرون عن المنظمة الشغيلة باعتبار ان المبلغ يقتطع من اجور المنخرطين في المنظمة. وقبل قرار اقالتها، علق النائب عن كتلة ائتلاف الكرامة على تدوينة الحامدي بالقول " هناك استنتاج بديهيّ، لا يحتاج إلى كثير من الذّكاء: كلّ وزير أو مدير عامّ يعيش في سلام ووئام مع العصابات النّقابيّة في المؤسّسات العموميّة، هو بالضّرورة متواطئ معها أو مُسخّرٌ لديها. ألفة الحامدي بالتّأكيد سوف تُعزَل، لأنّ الدّولة مازالت لم تقرّر بعد إعلان الحرب على عصابات الجراد، لكنّها ستترك قبل أن ترحل، آثار أصابعها الخمسة مرسومة على وجه الشّبّيح النّقابيّ، وستترك لكلّ تونسيّ حرّ، علامة أخرى على الطّريق." بدوره علق الاعلامي محمد ضيف الله في صفحته، قائلا: باختصار بين الفة الحامدي الطامحة للاصلاح والنقابات المعششة فسادا ومغرقة الخطوط التونسية وفاتحة في المطار دهاليز خاصة بها..اقول: بكل اسف هي معركة غير متكافئة فعش الدبابير "النقابجية" يحتاج حزم دولة بأكملها وارادة من حديد..!!؟ في المقابل، انتقدت المحامية سنية الدهماني والكرونيكور في برنامج "راف ماغ" على راديو إي أف أم تدوينة الفة الحامدي معتبرة انه بدلا من تصلح من حال الشركة ذهبت الى المعارك الجانبية وفق تعبيرها. وقالت الدهماني : "ألفة الحامدي تعمل في كل شيء إلا أنها قاعدة تخدم تمنيتها تخدم في كل صمت تمنيت تخرج ببرنامج إصلاح.. خلات هذا الكل ودخلت في عركة في عوض تعدي وقت تلوج في حلول قاعدة تحضر في الإجابة على الطبوبي.. كيف تدخل في عركة العركة خاسرة خاطر تركت لب الموضوع وشدت في الحكايات الفارغة". من جانبه، أعرب الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري عن استغرابه من تددوينة الحامدي واعتبر الطاهري أن ما قامت به "ضرب للعلاقات بين المؤسسات''، مبينا أن هذه الوثيقة غير سريّة وترسل سنويّا إلى كلّ المؤسسات. وأوضح في تصريح لموزاييك أنّ عدد العاملين في شركة الخطوط التونسيّة يبلغ 8 آلاف ومعلوم الانخراط السنوي لا تجاوز 36 دينارا ما يعني أن المبلغ الجملي للانخراط في حدود 288 ألف دينار سنويا "وليس ملايين الدينارات كما أعلنت الحامدي". وتابع "الأمين العام للاتحاد يُنتخب من طرف مئات الآلاف من المنخرطين وليست ألفة الحامدي من تقيّمه أو تحدد إن كان في المكان المناسب أم لا... نحن لا نعيّن كم عُينت هي والأصح أن نقول أنها هي الشخص غير المناسب في المكان الذي يحتاج شخصا مناسبا". وقال سامي الطاهري "ألفة الحامدي ليست إلا قوسا في تاريخ التونيسار وأغلق" على حدّ تعبيره. ويتم استخلاص معلوم انخراط أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية عن طريق قيام الهياكل العمومية بخصم ثلاثة دنانير شهريا لمدة سنة من أجرة كل عون عمومي منخرط بالاتحاد. وتعتمد في عملية الخصم قائمات سنة 2020 ينضاف اليها المنخرطون الجدد لسنة 2021 بشرط تقديمهم طلب كتابي في ذلك بعد امضاء المطبوعة التي أعدتها المنظمة للغرض. وتحول المبالغ بمجرد حجزها لفائدة الاتحاد العام التونسي للشغل بحسابه الجاري. وتضم الشركة، التي لا يتجاوز أسطولها 28 طائرة، من بينها 15 قيد التشغيل حاليا، حوالي ثمانية آلاف موظف. وصباح اليوم الاثنين أعلنت وزارة النقل واللوجستيك انه تقرر إعفاء ألفة الحامدي من مهامها كرئيسة مديرة عامة للخطوط التونسية. وعن اسباب الاقالة، اكد وزير النقل واللوجستيك معز شقشوق، أن قرار إقالة الرئيسة المديرة العامة للخطوط التونسية ألفة الحامدي من مهامها، جاء بسبب خرقها لنواميس الدولة ولواجب التحفظ. ونفى شقشوق، في تصريح لإذاعة شمس آف آم، أن يكون قد تعرّض لضغوطات من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل من أجل إقالة الحامدي، لافتا إلى أن الوزارة تتخذ قراراتها بكل تجرد وبعيدا عن الضغوطات. وأوضح الوزير أنه من غير المعقول نشر وثائق رسمية للخطوط التونسية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، معتبرا ذلك ''ممارسات غير مقبولة''، مضيفا أن ألفة الحامدي رفضت تلبية دعوة منه لأن تكون حاضرة في اجتماع بالوزارة اليوم. وأضاف معز شقشوق إن ألفة الحامدي كان تركيزها على موقع فايسبوك وليس على إدارة شؤون شركة الخطوط التونسية.