عبّر رئيس الجمهورية قيس سعيد عن موقفه من حركات التضامن مع القضية الفلسطينية وخاصة خلال العدوان الأخير على غزة. وشدّد على أنّ "القضية الفلسطينية ليست غزة بل فلسطين". وقال سعيّد لدى استقباله أمس هايل الفاهوم السفير الفلسطينيبتونس: "فرصة لأتوجه إلى الشعب العربي وإلى العالم كله بأنّ القضية الفلسطينية ليست غزة بل فلسطين. ولعله من مخلفات الانقسام الحديث عن غزة دون فلسطين". وأضاف سعيد: "تسمعون في المظاهرات في تونس وفي عدد من الدول الأخرى "غزة رمز العزّة".. نعم رمز العزّة ولكن فلسطين رمز العزة، كل فلسطين. والانقسام هو الذي أدّى إلى هذا التشرذم". ومضى سعيد إلى القول إنّ الشعار المذكور علامة على الاختراق الصهيوني، وقال: "حتى بعض المصطلحات التي تستعمل في عديد المظاهرات تسللت إليها الحركة الصهيونية. والاستعمار لا يتسلل فقط من الحدود ولكن يتسلل من العقول. وحين تطرح بعض القضايا من زاوية معيّنة وتطرح بالشكل الذي رأيناه في السنوات الأخيرة لا يؤدّي ذلك إلى حلّ". ومن جانبه أعلن السفير هايل الفاهوم أنّ الرئيس قيس سعيّد على استعداد لاستقبال جميع القوى الفلسطينية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، وفق تعبيره. وأضاف السفير أنّ سعيّد أكّد "أنّ أيّ عمل وطني لا يعمل على وحدة هذا الصف فإنّ يضرّ الحق الفلسطيني". ودوّن المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة ناقدا تصريح سعيّد، قائلا: "غزة ليست كل فلسطين هذا صحيح، لكنها هي بوصلة القيادة نحو فلسطين، غزة ليست الانقسام بل هي قيادة الوحدة الوطنية من أجل فلسطين. السفير الذي تخاطبه كان يجب أن تقول له إن سلطة رام الله وخياراتها ليست فلسطين. وأن غزة هي من يعيد الوجهة نحو فلسطين.. سيدي الرئيس جملتك هي خلاصة ما يريد قوله خط حكومة دايتون. أرجو أنك لا تقصد ذلك". وأدّى العدوان الأخير على قطاع غزة واستمر 11 يوما، إلى استشهاد نحو 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا ومقاتلون، إلى جانب دمار هائل في القطاع. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 12 شخصا بينهم جندي. وإثر اتفاق وقف إطلاق زار الناطق الرسمي باسم حركة حماس تونس، والتقى عددا من الأحزاب وممثلي المنظمات والنقابات كما حضر عددا من التظاهرات المساندة لفلسطين، وذلك تحضيرا لجولة مغاربية مرتقبة سيقوم بها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية. وصرّح أبو زهري في ندوة صحفية نظمتها نقابة الصحافيين التونسيين يوم 31 ماي المضي بأنّ حركة حماس تواصل مع رئاسة الجمهورية لتنظيم لقاء لكن لم يتم الاتصال به. وقال أبو زهري خلال الندوة إنّ الشعب الفلسطيني موحّد في الميدان ولا يوجد انقسام، لكن من ناحية سياسيّة هناك خلال بين مشروعين، وفق تعبيره، مشروع يعتبر المقاومة هي سبيل التحرير ومشروع يتبنّى خيار التسوية والمفاوضات. وبخصوص الانضواء في إطار منظمة التحرير الفلسطينية قال أبو زهري إنّ حركة حماس حريصة على أن تكون جزءا منها وهناك اتفاقات حصلت منذ 2005 تنتظر حماس تنفيذها. يذكر أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة أجرى مساء 11 ماي 2021، مكالمة هاتفية مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد. وقالت رئاسة الجمهورية في بلاغ إنّ قيس سعيد أشار إلى أن أكبر خطر يتهدد الحق الفلسطيني هو ثقافة الهزيمة والاستسلام، ودعا، إلى وحدة الصف الداخلي خدمة لمصلحة القضية الفلسطينية العادلة. ولام عديد السياسيين والناشطين رئيس الجمهورية قيس سعيد لعدم استقبال مؤسسة الرئاسة لممثل حماس سامي أبو زهري خلال زيارته لتونس.