حين عرض مهدي جمعة حكومته على عموم أبناء الشعب التونسي ، جعل شرط الانتماء إليها الكفاءة ، والاستقلالية ، والنزاهة . وتنسحب هذه الشروط بالضرورة على بقية الفريق العامل معه ومع وزرائه . غير أنه يبدو ان السيد رئيس الحكومة ، وفي ظل الصك على البياض الذي يتمتع به ، وكثرة الترحال من السعودية للإمارات لقطر ، إلى الولاياتالمتحدة ثم إلى فرنسا وغيرها في وقت لاحق من الشهر الحالي ( أود أن أتوقف هنا لألقي التحية على جماعة شعب تونس شعب حر لاأمريكا لاقطر ، وأسأل الله لهم الشفاء من الخرس والعمى الذي ابتلاهم الله به هذه الأيام ) ، يبدو انه قد أصيب بقصر في الذاكرة بسبب الأضواء والشهرة ليتحول في فترة لم تتجاوز الشهرين إلى ناقض للعهود ، وناكص على الالتزامات . فبعد قبوله تعيين رئيس ديوان من الوطد بوزارة التعليم العالي ، هاهو يقرر وبأمر من السبسي أن يعين الملحقة الصحفية بالنداء رانية البرّاق في خطة مستشار إعلامي لرئيس الحكومة . وجدير بالذكر أن رانية البرّاق ، المكلفة بمهام إعلامية في حزب السبسي ، معروفة بمواقفها العدائية لحكومة الترويكا قد شاركت في جميع فعاليات ماسمي باعتصام الرحيل خلال الصائفة المنقضية باعتبار انتمائها الحزبي ، ودورها الإعلامي المنحاز. وإن كنا لانرغب في التعسف على الكفاءة ، فإننا نعتبر أن هذا التعيين فضيحة سياسية بأتم معنى الكلمة ، ونقضا للعهود التي قطعها رئيس الحكومة على نفسه أمام أبناء شعبه وأمام المجلس التأسيسي الذي أعطاه ثقته ، وأمام الرئيس الذي أدى أمامه القسم ، لأنه وببساطة يكون بهذا التعيين قد أعطى مفاتيح الإعلام بقصر الحكومة لسي الباجي ، الذي لانشك انه وشبكة علاقته المتغلغلة في القصبة يقفون وراء هذه العملية . ولعل الصور الملحقة بالخبر تؤكد بمالايدع مجالا للشك ماذهبنا إليه من انتماء سياسي لالبس فيه لرانية البراق ، وماعلى رئيس الحكومة المحايدة إلا أن يعود عن قراره غير المحايد حتى نطمئن لحياده ، ونؤكد ان هذا التعيين بالذات محرار لقيس درجة هذه الحيادية .