تسلم وزير الدفاع في مالي الكولونيل ساديو كامارا مساء أمس الخميس أربع مروحيات عسكرية من روسيا، مشيدا "بمصداقية وجدية" هذا الشريك "الذي لطالما استجاب لنا". وتأتي عملية التسليم هذه في ظل أجواء متوترة تشهدها العلاقات مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والشريك التاريخي، والتي تشعر، على غرار العديد من الدول الإفريقية والأوروبية، بالقلق من احتمال استعانة مالي بخدمات مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة الروسية. وقال الكولونيل في فيديو: "نحن هنا هذا المساء لاستلام أربع مروحيات من طراز مي-171 وأسلحة وذخيرة. وقد تبرعت روسيا بالأسلحة والذخيرة. وتم شراء المروحيات الأربع، الجديدة كما تلاحظون، جميعها من ميزانية البلاد". وأشار وزير الدفاع إلى أن ذلك جاء تطبيقا لعقد تم التوقيع عليه في ديسمبر 2020، ودخل حيز التنفيذ في جوان 2021، مؤكدا أن "السرعة القصوى في تنفيذ هذا العقد تظهر مصداقية وجدية هذا الشريك الذي لطالما استجاب لحاجاتنا في إطار تبادل المنفعة" بين الجانبين. وأمس الخميس، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصريحات رئيس الوزراء المالي المؤقت أدلى بها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة "غير مقبولة". حيث قال مايغا في خطابه إنّ إعلان ماكرون إعادة تنظيم الوجود العسكري الفرنسي في مالي هو "نوع من التخلّي في منتصف الطريق". وعلى هامش مأدبة عشاء أقيمت في قصر الإليزيه بمناسبة اختتام موسم "إفريقيا 2020"، قال ماكرون لإذاعة فرنسا الدولية "إنّه مخز ويشكّل إهانة لما هي ليست حتّى بحكومة"، معتبراً أن "شرعية الحكومة الحالية" المشكلة عقب "انقلابين"، في أوت 2020 وماي 2021،هي "باطلة ديموقراطيا". ويُفترض أن يتمّ تخفيض عديد القوات الفرنسية في منطقة الساحل من أكثر من خمسة آلاف عنصر حالياً إلى 2500 أو ثلاثة آلاف عنصر بحلول 2023، في نهاية عملية إعادة تنظيم بدأت في الأسابيع الأخيرة وتشمل خصوصاً إغلاق المواقع العسكرية الفرنسية في كيدال وتيساليت وتمبكتو في شمال مالي. (أ ف ب)