أفاد الدكتور محجوب العوني، المختص في علم الفيروسات، اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025، بأن فيروس الإنفلونزا الموسمية "القريب" يشهد تحولات جينية سنوية مستمرة تؤثر بشكل مباشر على وتيرة انتشاره وقدرته على إصابة الفئات الهشة، ولاسيما كبار السن والنساء الحوامل وذوي المناعة الضعيفة. وأوضح العوني في تصريح إعلامي لاذاعة اكسبراس أف أم أن السلالة الجديدة المعروفة ب "K"، والتي ظهرت لأول مرة في أستراليا مطلع عام 2025، قد وصلت بالفعل إلى تونس بعد تفشيها في أكثر من 30 دولة حول العالم. ورغم تأكيده على سرعة انتشار هذه السلالة وقدرتها العالية على العدوى، إلا أنه طمأن العموم بأن خطورتها على الصحة العامة ما تزال محدودة، حيث لا تتسبب في زيادة شدة المرض عما هو معتاد في المواسم السابقة. وفي سياق متصل، حذر الدكتور العوني من أن الطفرات الجينية التي طرأت على الفيروس تجعله أكثر فاعلية في الانتقال بين الأفراد الذين لم يتلقوا التلقيح أو من يعانون من تراجع في الجهاز المناعي، خاصة مع تزايد التجمعات في الأماكن المغلقة تزامناً مع احتفالات نهاية العام. كما نبه المختص من مغبة اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية لعلاج الإصابات الفيروسية، مؤكداً أنها عديمة الفاعلية ضد "القريب" وقد تؤدي إلى مخاطر صحية أخرى مثل نشوء مقاومة بكتيرية. واختتم العوني تقريره بالتشديد على ضرورة الالتزام بالتلقيح السنوي كأفضل وسيلة دفاعية، مع ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية المعروفة للحد من انتشار العدوى.