قالت مصادر أمنية ودبلوماسية من غرب إفريقيا اليوم الاثنين إن جنودا متمردين احتجزوا رئيس بوركينا فاسو روك كابوري ورئيس البرلمان والوزراء في ثكنة سانغولي لاميزانا في العاصمة واغادوغو. وجاء احتجاز الرئيس بعد سماع دوي إطلاق نار متواصل من معسكرات للجيش طوال أمس الأحد. وشوهدت عربات مدرعة تابعة للرئاسة وقد اخترقتها رصاصات قرب مقر إقامة الرئيس. وكانت إحداها ملطخة بالدماء. وأفاد سكان في الحي الذي يسكن به الرئيس بوقوع إطلاق نار كثيف خلال الليل. وتمركزت ثلاث عربات مدرعة وجنود يرتدون أقنعة خارج مقر هيئة البث الحكومية. وقد واجه كابوري موجة من الاحتجاجات في الشوارع في الأشهر الماضية مع تصاعد مشاعر الإحباط بسبب حوادث القتل المتكررة لمدنيين وجنود على أيدي متشددين بعضهم على صلة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة. وتعهد كابوري في نوفمبر تشرين الثاني، مدفوعا بالاحتجاجات، بإنهاء سوء الإدارة في الجيش قائلا إن تحقيقا في هجوم إناتا ستعقبه إجراءات عقابية وإنه سيبدأ حملة لمكافحة الفساد. وانصبّ جزء من الغضب في بوركينا فاسو في أواخر العام الماضي كذلك على فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي نشرت آلاف الجنود في منطقة الساحل بغرب إفريقيا لمحاربة المتشددين. والرئيس كابوري الذي يتولى السلطة منذ 2015 وأعيد انتخابه في 2020 على أساس وعوده بأن يعطي الأولوية لمكافحة "الجهاديين"، بات موضع احتجاج متزايد من السكان بسبب أعمال العنف الجهادية وعجزه عن مواجهتها. ويضمّ معسكر سانغولي لاميزانا سجنًا عسكريًا يقضي فيه الجنرال جلبير دياندير، المساعد المقرّب للرئيس المخلوع بليز كومباوري، عقوبة بالسجن 20 عامًا على خلفيّة محاولة انقلاب عام 2015. كما أنّه يخضع للمحاكمة على خلفيّة دوره المحتمل في اغتيال الزعيم الثوري للبلاد توماس سانكارا عام 1987، خلال انقلاب أوصَل كومباوري إلى السلطة. وفرّ كومباوري الذي أطاحته انتفاضة شعبيّة عام 2014، إلى ساحل العاج، وتجري محاكمته غيابيًا على خلفيّة الاغتيال. وتُعدّ بوركينا فاسو الواقعة في غرب إفريقيا وليس لديها منفذ مائي، بين أفقر دول العالم رغم أنّها منتجة للذهب، ولم تتمتّع بكثير من الاستقرار منذ استقلّت عن فرنسا عام 1960. وتأتي الاضطرابات في بوركينا فاسو في أعقاب انقلابين عسكريين ناجحين خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية في مالي وغينيا التي أطاح جيشها بالرئيس ألفا كوندي من السلطة في سبتمبر الماضي. كما تولى الجيش زمام الأمور في تشاد العام الماضي بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي على جبهة القتال ضدّ المتمردين هناك. وكالات