وجّه رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، اليوم 18 أفريل 2022، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص الاعتداءات، على حرمة المسجد الأقصى. وطالب بأن يتكفل مجلس الأمن، فورا، بهذه الأوضاع، بغية اتخاذ الإجراءات المناسبة. وشدّد تبون على أنّ الوضع الحالي يحتّم على منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن، التعجيل بالتحرك من أجل ضمان الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم بموجب القانون الدولي. واعتبر الرئيس الجزائري أنّ الفلسطينيين يفرضون بمقاومتهم وتضحياتهم في مواجهة الاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى، كل الاحترام. وقال تبون إن مصداقية الأممالمتحدة غالبا ما تتعرض للتحدّي من خلال أعمال العنف المتكررة، والإصرار على فرض الأمر الواقع. وفيما يلي نصّ الرسالة: معالي السيّد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة السيد الأمين العام، إن ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلية من اعتداءات ضد حرمة المسجد الأقصى، وعنفٍ ضد جموع المصلين العزّل، تعيد إلى الأذهان مجددا الخروقات والانزلاقات الممنهجة لحقوق الانسان والحريات الأساسية. إن هذه التطورات الخطيرة، التي تأتي في سياق دولي متوتر، تزيد من حدّة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعطِّل أكثر فأكثر الوصول إلى حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية، وبالتأكيد فإن هذه الممارسات التي تعود كلّ عام في شهر رمضان المبارك، وفي يومياتٍ متكررة، تَشهد على قمع الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين الذين يفرضون بمقاومتهم وتضحياتهم كل الاحترام. وفي ذات الوقت، فإن هذه الأوضاع المأساوية التي لا مبرر لها تُبرز حتمية الحل السلمي والعادل، الذي يؤكد عليه المجتمع الدولي باستمرار، من خلال حرصه على ضرورة الاستجابة للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقّه في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس. إن تأزم الوضع هذا، يلزم المجتمع الدولي بالمسؤولية الكاملة، إذ يتحتم عليه، من خلال منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالخصوص، التعجيل بالتحرك من أجل ضمان الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم بموجب القانون الدولي. ويستوجب ذلك تحذير الاحتلال من عواقب اتخاذ أيّ إجراء من شأنه تأجيج التوترات واستمرار دوامة العنف. إن مصداقية الأممالمتحدة غالبا ما تتعرض للتحدّي من خلال أعمال العنف المتكررة، والإصرار على فرض الأمر الواقع، مما يزيد من المخاوف المشروعة للشعوب التي تؤمن بمجتمع دولي عادل ومُتعايش، وأمام هذه التجاوزات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، فإنه على الأممالمتحدة التجاوب بقوة مع المطالبة بالحق في الحياة وتحقيق العدالة، التي تعبر عنها المظاهرات السلمية. وإنني أود أن تولوا هذه التطورات اهتمامًا خاصًا، وتشجعوا مجلس الأمن على التكفل فورا بهذه الأوضاع التي تدعو إلى القلق، بغية اتخاذ الاجراءات المناسبة التي تتطلبها. وتفضّلوا، معالي الأمين العام، بقبول أسمى عبارات التقدير.