/ بناء نيوز أثارت زيارة سيدة العقربي مؤخرا لتركيا كثيرا من التساؤلات وفتحت باب التأويلات والتكهّنات حول خلفيّة مشاركتها في فعاليات مؤتمر عالمي للسياسات الاجتماعية والعائلية بتركيا حيث شاركت بالمؤتمر باعتبارها نائبة رئيس جمعية الأسرة العالمية بباريس، ومنحت لها جائزة بهذه المناسبة وهو ما أثار احتجاجات كبيرة في الأوساط الشعبية والرسميّة التونسية على اعتبار تورط العقربي التي كانت رئيسة جمعية “أمهات تونس” المشبوهة مع نظام بن علي وهروبها من البلاد العام الماضي بعدما صدرت في حقّها بطاقة جلب بتاريخ 15 أوت 2011.. وحول هذا الموضوع أفاد مصدر دبلوماسي من السفارة التونسيةبأنقرة رفض الكشف عن هويّته لوكالة بناء نيوز، أنّ السفير التونسي محرز بن رحومة متورط في زيارة العقربي لتركيا حيث كان يعلم مسبقا بقدومها لتركيا لحضور فعاليات المؤتمر ولم يُعلم الخارجيّة التونسيّة بالموضوع على خلفيّة علاقته السابقة بسيدة العقربي حينما كان سفيرا لتونس في بلجيكا، قبل أن تعيّنه حكومة الباجي قائد السبسي قبل نحو عام ونصف سفيرا في أنقرة. كما أكّد لنا ذات المصدر لبناء نيوز أنّ السفير التونسي كان له اتصال بالعقربي خلال زيارتها لتركيا أثناء احتجاج الخارجية التونسية رسميا على الزيارة لدى تركيا، وهو ما يُفسّر تغييرها لرحلة مغادرتها للأراضي التركيّة نحو فرنسا للصباح بنحو مفاجئ خوفا من إيقافها بعد مساعي الخارجية التونسيّة. وقال مصدرنا أنّ السفير التونسي تغيّب عن الحضور في المؤتمر رغم استدعائه وحضور باقي السفراء في تركيا، بسبب علمه المُسبق بحضور العقربي للمؤتمر بدعوة من منظمة مدنية تركيّة ودون علم وزارة المرأة التي قدّمت اعتذارا لاحقا لتونس. ويرجّح أنّ السفير التونسي بن رحومة الذي عيّنه الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس الحالي العام الماضي عندما كان وزيرا أوّل، سعى إلى توتير العلاقة بين البلدين من خلال تكتّمه على زيارة العقربي لتركيا وحماية صديقة قديمة له من الاعتقال رغم استفزازية الزيارة التي قامت بها كممثلة لجمعية عالمية للأسرة مقرها بباريس، حسب مصدرنا الدبلوماسي الذي أكّد أيضا أنّ عديد السفراء والدبلوماسيين لهم علاقة متينة حاليا مع حزب نداء تونس على خلفية ولائهم للسبسي الذي عيّنهم في مناصبهم عن طريق وزير خارجيته حينها الجهيناوي المقرب من إسرائيل. وهو ما يفسّر تواصل نفس عقلية النظام البائد في عدد من السفارات التونسية بالخارج. وتطرح هذه المعطيات استفهامات كبيرة حول منظومة وارة الخارجية التونسية بعد نحو عام من الانتخابات حيث من المفترض أن يقع تطهيرها من عديد الوجوه التي لا تعكس الإرادة الدبلوماسية الحقيقيّة للسياسة التونسية في بلدان اعتمادها لاسيما في الآونة الأخيرة حيث يتم شنّ حملة شرسة على الخارجية التونسية ووزيرها رفيق عبد السلام. حيث تفيد المعطيات أن السفير بن رحومة على سبيل المثال كان من المفترض تغييره قبل أشهر خلال عملية حركة للسفراء والدبلوماسيين التونسيين إلاّ أنّه وقع التمديد له بسنة لأسباب غير واضحة ومفاجئة حسب ما أفاد به مصدر دبلوماسي موثوق لبناء نيوز.